المشاحنات اليومية تجعل أحلام الأزواج غير وردية

يكشف نوم الشركاء العديد من الأسرار عن طبيعة علاقتهم الزوجية ومدى صلابتها أو توترها، فالمشاعر والتجارب التي يعيشونها مع بعضهم البعض في اليقظة تنعكس على نوعيه نومهم، ويترجمها الدماغ في شكل أحلام سعيدة أو كوابيس مزعجة.

ورجح علماء من الولايات المتحدة الأميركية وتركيا في دراسة مشتركة أن نقص الدعم العاطفي من الشريك يتسبب في اضطرابات النوم التي يعاني منها الكثير من الأزواج.

وتوصلوا إلى هذه النتيجة بعد دراسة عينة تتكون من 700 شخص تراوحت أعمارهم بين 35 و86 عاما من المتزوجين وبينهم الذين يعيشون معا من دون روابط زوجية رسمية.

وأشار الباحثون إلى أن الشركاء الذين يشعرون بالرعاية والاهتمام من قبل شركائهم أقل عرضة للقلق أو الاكتئاب، ما ساعدهم في الحصول على قسط من النوم

الجيد والهانئ، أما من تتميز علاقاتهم بالتوتر وكثرة الخلافات، فإن نومهم يكون متقطعا ومضطربا، وقد تتخلله كوابيس مزعجة.

وعلق الباحث في علم النفس الاجتماعي إيمري سلجوق من جامعة الشرق الأوسط التقنية بتركيا عن هذا الأمر قائلا “هناك رابط قوي بين رومانسية الأزواج ودورها في الحد من القلق والتوتر”.

وأضاف “نتائجنا تشير إلى أن العلاقة الزوجية المنسجمة بإمكانها أن تساهم في الحد من العوامل التي تسبب اضطرابات النوم، وتحسن من رفاهية الحياة بشكل عام”.

وأوضح أن النوم الجيد مفيد للصحة النفسية والبدنية، مشيرا إلى أن التمتع بنوم هانئ يتطلب الشعور بالأمان والأمن والحماية وغياب التهديدات، ويرتبط ذلك بدور الوالدين في مرحلة الطفولة، أما في مراحل لاحقة فتلعب رومانسية الشريك دورا كبيرا في التمتع بنوم صحي.

وتعتقد المعالجة النفسية سيندي نودلاند، من مدينة دنفر الأميركية، أن فهم دلالات وتفسيرات الأحلام قد يُسهم في تحسين علاقة الزوجين ببعضهما، مشيرة إلى أن العقل الباطن للشخص هو الذي يميل إلى إنتاج الحلم.

وأشارت إلى أنه بصرف النظر عن نوعية العلاقة التي تربط الشريكين بحالتهما العاطفية تجاه بعضهما البعض، فإن العقل الباطن يذهب في العادة إلى الأشياء المفقودة وغير المحققة في الحياة الزوجية.

وقالت “إذا كان أحد الزوجين غير سخي في مشاعره مع الطرف الآخر، فهذا يؤكد أنه لا يفي بكافة الحاجات العاطفية، وبالتالي فإن رؤيته لشريكه في الحلم تدل على رغبته في الوصول بعلاقته إلى مستوى أكثر رومانسية”.

كما أكدت أبحاث سابقة أجريت في هذا المجال أن الكوابيس التي يمكن أن يتعرض لها الشريكان أثناء النوم تشير إلى أن علاقتهما ليست على ما يرام.

وبيّن استطلاع للرأي أجري على المئات من الأزواج والزوجات ممن تتراوح أعمارهم بين 17 و42 عاما أن الكوابيس التي يرى فيها أحد الزوجين أن شريكه يخونه، فإنها تعكس خوفا من خيانة الشريك أو ميلا باطنيا إلى الخيانة.

وقال أغلب الأزواج الذين استطلعت آراؤهم إنهم يشاهدون أحلاما مزعجة عن الخيانة الزوجية، تفزعهم أثناء نومهم، فيقومون مذعورين لاعتقادهم أن شركاءهم يخونونهم.

ويرى بعض علماء النفس أن مشاهدة كوابيس عن الخيانة الزوجية أثناء النوم تدل على الشعور بالغيرة والخوف من فقدان الشريك، وقد تكون ناتجة عن المشاجرات والخلافات، بحيث يشعر أحدهما أو كلاهما بأن الآخر لم يعد يكن له الحب.

ورجحت طبيبة علم النفس البرازيلية فينيسيا إيازيتا أن وضعية الجسم تمثل عادة ردود أفعال للأعمال والتصرفات التي يعيشها الشخص يوميا.

وأوضحت أن المرأة التي تعاني من العصبية وسرعة الغضب، غير قادرة على النوم باسترخاء، ولا بدّ أنها تنام في وضعية تنمّ عن أنها غير راضية عن شيء ما، أو غاضبة من أحـد ما.

ونوهت دراسة أجرتها جامعة فلوريدا ستيت الأميركية ونشرت في مجلة “علم النفس العائلي” بدور النوم الهانئ في جعل الشريكين يتعاملان مع بعضهما البعض بأكثر حب ورومانسية.

وقال الباحثان هيثر مارنجيز وجيمس ماكنولتي، اللذان أشرفا على الدراسة “إن الزوجين السعيدين يسقطان من حسابهما التجارب السيئة التي يمران بها، حين يقومان بجرد حساب حياتهما المشتركة يوميا، مما يوفر لهما السعادة والمتعة خلال النوم وينسيهما الكثير من المتاعب”.

ولكن خبراء في العلاقات الأسرية يدعون إلى عدم المبالغة في تفسير العلاقة الزوجية انطلاقا من أحلام الشريكين مؤكدين أن سلوك الشخص وشخصيته، هما في الغالب اللذان يحددان طبيعة أحلامه.

ويرى باحثون بريطانيون أن النساء أكثر عرضة للكوابيس مقارنة بالرجال، مشيرين إلى أن أحلام المرأة تتسم بطابع انفعالي.

وأجروا دراستهم على عينة من الأشخاص تتكون من 170 متطوعا ومتطوعة، طلب منهم أن يسجلوا انطباعاتهم عن آخر أحلامهم، فذكر 19 بالمئة من الذكور أن الكوابيس انتابتهم أثناء نومهم، مقابل 30 بالمئة من الإناث.

وقالت جنيفر باركر الباحثة الإنكليزية في علم النفس “لقد بات من المعروف أن النساء يعانين من أحلام مضطربة قبل حلول الدورة الشهرية، لكن الجديد الذي جاءت به الدراسة الأخيرة هو العدد المرتفع لحالات الأحلام المزعجة لدى النساء، مقارنة بالرجال”.

وعلق كريس إدزيكوفسكي مدير مركز إدنبرة للنوم عن الأمر قائلا إنه لم يتفاجأ من النتيجة التي خلصت إليها الدراسة، والتي أظهرت أهمية عامل الجنس لتحديد الفوارق في هذا المجال، لكنه يعتقد أنه من الصعب تحديد ما إذا كانت النساء عرضة للكوابيس أكثر من الرجال، أم هن يتذكرن رؤاهن أكثر من الذكور. وأضاف “الكوابيس كثيرة في حياتنا لكن الحديث عنها قليل لأننا نسعى إلى محوها بنسيانها”.

 

العرب

أضف تعليق