لم تصمد الهدنة التي أبرمت في الحسكة مساء الأمس الأحد، برعاية روسية، سوى ساعات قليلة، إذ سرعان ما تجددت الاشتباكات بين قوات “الأسايش”، أوما يعرف بـ “وحدات الحماية الكردية” من جهة، وقوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني من جهة أخرى.
وشهدت جبهات المدينة منذ منتصف ليل أمس وحتى صباح اليوم الاثنين 22 آب/أغسطس 2016، اشتباكات دامية استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على محاور حي غويران ودوار الباسل ومباني الصحة والاتصالات، بالإضافة للصالة الرياضية، في قلب وجنوب المدينة، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.
هذا وأفاد ناشطون ميدانيون بأن الاشتباكات تجددت على إثر إطلاق “وحدات حماية الشعب” نداءات تحذيرية، طالبت فيها قوات النظام المتحصنة في المربع الأمني بالاستسلام، في حين اتهمت مصادر مقربة من قوات النظام الوحدات الكردية بخرق اتفاق الهدنة.
وفي حين يرى مراقبون أن القوات الكردية تسعى بدعم أمريكي لبسط سيطرتها الكاملة على مدينة الحسكة وطرد قوات النظام منها، يرى آخرون أن الأمر لا يتجاوز محاولة كل طرف توسيع نفوذه في المدينة التي تخضع لتفاهمات دولية أكبر بكثير من طرفي الصراع على الأرض.
وكانت المعارك قد اندلعت في المدينة قبل أيام على خلفية خلافات متجددة بين الطرفين، وقصف الطيران الحربي للنظام، مواقع خاضعة لسيطرة قوات “الأسايش”، لترد الأخيرة باستقدام تعزيزات عسكرية، والسيطرة على عدة نقاط في حيي النشوة الشرقية وغويران.