السعادة صناعة نفسية

يرى مدربو التنمية البشرية أن السعادة صناعة نفسية يمكن تحقيقها عبر توفير أسبابها لتكون معزّزا للتوازن الروحي والصحي والنجاح في كل مجالات الحياة. فللمزاج الجيد أثر إيجابي على الصحة النفسية، مما ينعكس على الصحة الجسمية أيضا.

تقدم ستيسي غريفيث في مجلة التايم الأميركية جملة من النصائح التي أرادت من خلالها إثبات أن رحلة تحقيق السعادة تبدأ بالاستيقاظ في حالة مزاج جيدة ومفعمة بالطاقة الإيجابية والحماس. ويكون التحضير من الليلة السابقة، وذلك عبر ترتيب غرفة النوم وتنظيم الملابس، بحيث عندما يفتح الشخص عينيه في صباح اليوم التالي لا يصدم بفوضى الغرفة.

ويوصي الباحثون بترتيب الملابس منذ الليل وتحضير الحقيبة أو الأغراض التي سنأخذها للعمل أو الدراسة، حتى لا يضطر الشخص إلى الاستعجال والشعور بالتوتر والضغط في الصباح.

ومن الخطوات الباعثة على تحسين المزاج الاستماع إلى موسيقى حماسية ومحفزة كنغمة جرس التنبيه أو الهاتف مثلا.

وقبل النوم يدعو المدربون النفسيون إلى تخيل الذهاب في اليوم التالي إلى العمل وتوقع مجموعة من الأحداث الإيجابية كالحصول على موافقة على مشروع ما من المدير أو تلقي الترقية.

كشفت دراسة معمّقة من جامعة هارفارد عن أسرار الحصول على حياة سعيدة، إذ تم إجراء الدراسة على مدى 75 عاماً، لتعدّ البحث الأطول على مر التاريخ.

بدأت الدراسة عام 1938، وتابعها 268 طالباً من جامعة هارفارد. وقد تابع الباحثون في هذه الدراسة مجموعة من العوامل في حياة الأشخاص، مثل مستويات الذكاء وتناول الكحول من عدمه والعلاقات الاجتماعية والدخل الذي يحصلون عليه.

وقد نشرت نتائج تلك الدراسة عام 2012 في كتاب الدكتور جورج فيلان من جامعة هارفارد، والذي قاد تلك الدراسة من عام 1972 إلى سنة 2004.

وكشفت الدراسة أن السعادة تأتي من اختيار الشخص لأن يكون سعيدًا ومن تعزيز العلاقات بالأشخاص المقربين ورعاية النفس جسديًا وماليًا ونفسياً. وهذه النتائج التي خرج بها الباحثون تتماشى أيضا مع دراستين سابقتين نقلاً عن موقع “هانفنغتن بوست”.

وتشير الدراسة إلى أن السعادة تأتي من ثلاثة أشياء، الأول هو فعل الخير للآخرين والقيام بأشياء يبرع فيها الشخص وفعل ما هو مناسب لكل شخص على حدة. كما لفت الباحثون إلى أن الشخص يمكن أن يكون أكثر سعادة إذا اختار هو أن يكون سعيدًا وأن يقتنع بذلك قولا وفعلا.

ويعتبر الأخصائيون الاستثمار الجيد للعلاقات مع المقربين والأصدقاء عاملا أساسيا في تحقيق السعادة والتوازن النفسي.

كما ترتبط ممارسة الرياضة بالصحة والمزاج الجيدين، إذ قال 78 بالمئة من الأشخاص السعداء إنهم يمارسون الرياضة على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع.

وأكدت دراسة صحية تشيكية أن رياضة المشي تحرر هرمون السعادة “ايندورفين”، ولذلك فهي تجلب السعادة للإنسان الذي يمارسها وتجعله مصدر سعادة للآخرين من حوله، فالممارسة المنتظمة للرياضة لها نفس تأثير الأدوية المضادة للاكتئاب. وبالتالي فإن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل منتظم تقلّ فرصة إصابتهم بالاكتئاب.

أضف تعليق