شهد العاصمة الفرنسية باريس منذ الخميس الماضي، انطلاق فعاليات معرض باريس الدولي للسيارات الذي يفتح أبوابه أمام الجمهور إلى غاية الـ16 من أكتوبر الجاري.
ويعد هذا المعرض أحد أكبر معارض السيارات في العالم، لذلك فإن أغلب المتخصصين والمصنعين والمهتمين بعالم السيارات حرصوا على الحضور للكشف عن نماذج اختبارية جديدة لسيارات المستقبل ولتبادل الخبرات.
وبحسب رؤية المشاركين في المعرض لسيارة المستقبل، فإنها ستكون من دون سائق وأقل استهلاكا للوقود، وهذا ما يبرر هيمنة السيارات الكهربائية على مختلف الأنواع الأخرى المعروضة منذ اليوم الأول للمعرض.
وتركزت الأنظار منذ انطلاق المعرض هذه السنة على الموديلات الكهربائية الجديدة التي دشنها أصحابها خصيصا خلال المعرض للفت انتباه الرواد وإشعال نار المنافسة بينهم وبين مختلف رواد هذا النوع من الماركات من أمثال تسلا ورينو-نيسان التي ستحتاج الآن إلى تكثيف جهودها للدفاع عن ريادتها.
وقد كان لمجموعة فولكس فاغن الألمانية، أكبر منتج سيارات في أوروبا والتي تواجه فضيحة كبرى بعد اعترافها بالتلاعب بنتائج اختبارات معدل العوادم، حضور ملفت من خلال نموذج اختباري لسيارة كهربائية أطلق عليه اسم “آي دي”، علما وأن هذا الموديل الجديد يعتبر أولى سياراتها المعتمدة على محرك كهربائي وبطارية.
وبحسب عضو مجلس الإدارة هربرت دايس، فإن الموديل القياسي من السيارة الاختبارية آي دي التي ستحمل روح الخنفساء والغولف وستتمتع بمدى سير يتراوح بين 400 و600 كلم قبل الحاجة إلى إعادة شحن بطاريتها، ومن المقرر طرحها في الأسواق عام 2020.
وتحمل فولكس فاغن لواء الجيل الجديد على أمل طي صفحة فضيحة العام الماضي بشأن الغش في اختبارات الانبعاثات بالولايات المتحدة. ويعتبر عرض هذا الموديل الجديد تأكيدا للتعهد الذي قطعته الشركة في يونيو ببيع ما يتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين سيارة كهربائية بحلول العام 2025.
وقال إيان فليتشر، المحلل في مجموعة “آي.إتش.إس” أوتوموتيف للاستشارات، “الكل يراقب فولكس فاغن.. لقد رصدت البعض من التوقعات الكبيرة للغاية”. وتابع قائلا “علامات مثل رينو ونيسان وتسلا ستظل أعمدة أساسية لكن ستحدث منافسة أكبر بكثير في قطاع السيارات الكهربائية”.
كما دشنت شركة مرسيدس ماركة خاصة بها ذات بنية جديدة، حيث أزاحت الشركة الألمانية الستار عن سيارتها الاختبارية “إي كيو” الجديدة خلال المعرض.
وتأتي السيارة الاختبارية إي كيو في حجم وحش الأراضي الوعرة جي إل سي، وتمتاز بتصميم انسيابي للغاية على غرار سيارات الكوبيه من فئة السيارات الرياضية متعددة الأغراض.
ومن المزمع أن تطرح مرسيدس الموديل القياسي من السيارة الاختبارية إي كيو بحلول العام 2019.
وقد عرضت شركة سمارت التابعة لمجموعة دايملر الألمانية أسطولا كاملا من السيارات التي يمكن شراؤها وتعمل بمحركات تقليدية أو محركات كهربائية.
وعرض دايتر تسيتشه، الرئيس التنفيذي لشركة دايملر التي تنتج السيارة الفارهة مرسيدس، رؤية الشركة للمستقبل، حيث قال إن السيارة في المستقبل ستكون “مزودة بنظم اتصالات ونظام قيادة ذاتية”، فعلى سبيل المثال يمكنها نقل صاحبها إلى المطار وتقديم إعلان عن نفسها باعتبارها سيارة للإيجار بعد سفر صاحبها، كما أنها قادرة على شحن نفسها وشراء احتياجاتها لكي تكون جاهزة لعودة صاحبها.
وأزاحت شركة أودي الستار عن سيارتها كيو 5 الجديدة خلال الفعاليات على أمل لفت انتباه رواد المعرض إلى أيقونتها الجديدة.
وأوضحت الشركة الألمانية أن الجيل الثاني من وحش الأراضي الوعرة زادت كل أبعاده تقريبا، حيث يأتي بطول 4.66 متر وبقاعدة عجلات بطول 2.82 متر، وبالتالي أصبحت السيارة أكثر رحابة.
وأشارت أودي إلى أن وحش الأراضي الوعرة الجديد يمتاز بمحركات أكثر اقتصادية ويزخر بالأنظمة الإلكترونية الذكية. ومن المقرر أن تطرح أودي السيارة الجديدة مطلع العام المقبل لتشعل نار المنافسة مع مرسيدس جي إل سي وبي إم دبليو إيكس 3.
وكشفت شركة أوبل النقاب عن سيارتها أمبيرا-إي الجديدة، التي تعد باكورة إنتاجها من السيارات الكهربائية الخالصة.
وعرضت شركة رينو الفرنسية موديلا جديدا من سيارتها الكهربائية “زو” بإمكانه قطع مسافة قدرها 400 كيلومتر قبل الحاجة إلى إعادة شحن البطارية. كما عرضت رينو النموذج الاختباري “تريزور” الجديد من فئة سيارات “الغران توريزمو”، وهي سيارة كهربائية مكشوفة ذات مقعدين بنوافذ حمراء ومحرك قوي، ولكن لم يتم تحديد موعد طرحها في الأسواق. وأوضحت الشركة الفرنسية أن السيارة ثنائية المقاعد الجديدة تأتي بطول 4.07 متر وتمتاز بمقصورة تحاكي مقصورة الطائرات المقاتلة والتي يمكن فتحها لركوب السيارة.
وبالإضافة إلى ذلك، تمكن قيادة السيارة الكهربائية تريزور بشكل آلي بعدما يقوم الراكبان بتأكيد ذلك عن طريق بصمة الأصابع. وبعد ذلك يتراجع المقود المزود بثلاث شاشات لمسية لسهولة الاستعمال في الكونسول الأوسط تلقائيا ويتولى كمبيوتر السيارة زمام القيادة.
وتعطي سيارة رينو تريزور الجديدة لزوار معرض باريس لمحة سريعة عن تطور اللغة التصميمية للشركة الفرنسية من خلال مقصورة السيارة المستقبلية، التي يمكن تهيئتها بكل حرية لعرض البيانات وأنظمة الاستعمال، ومع ذلك فإنه من غير المتوقع دخول هذه السيارة الكهربائية مرحلة الإنتاج القياسي، حيث أكد مدير قسم التصميم لورانس فان دن آكر، أن السيارة تريزور تعتبر سيارة الأحلام وللأسف ستظل سيارة الأحلام إلى الأبد.
خطفت شركة بي إم دبليو أنظار زوار معرض باريس بكشفها النقاب عن سيارتها إيكس 2 كونسبت الاختبارية. وأوضحت الشركة الألمانية أن السيارة الهاتشباك الجديدة التي تنتمي إلى فئة الموديلات الرياضية متعددة الأغراض، تمهد الطريق للسيارة الكوبيه المستقبلية التي تعتمد على قاعدة شقيقتها إيكس 1.
ولم تكشف الشركة الألمانية المزيد من المعلومات حول التجهيزات التقنية للسيارة الاختبارية الجديدة، إلا أنها أوضحت أن السيارة تتمتع بملامح رياضية من خلال فتحات التهوية الكبيرة بالمقدمة، كما أضفت الألواح البلاستيكية على قاعدة السيارة رباعية الأبواب المزيد من الملامح الخاصة بموديلات الأراضي الوعرة.
وتتوج القسمات الرياضية للسيارة بالأبواب الخلفية المخفية، والسقف المائل إلى الخلف بشدة، مع تثبيت لشعار الشركة على عمود يعرف بـ”عمود سي”.
كما أزاحت شركة هيونداي النقاب عن سيارتها آر أن 30 الاختبارية، وأفادت الشركة الكورية الجنوبية بأن سيارتها الجديدة التي تنتمي إلى فئة الموديلات المدمجة تأتي لتمهد الطريق للموديلات أن الرياضية، ويعتمد الموديل آر أن 30 الاختباري على محرك بنزين تربو سعة 2.0 لتر بقوة 280 كيلوواط/380 حصانا.
وتتضافر جهود المحرك مع ناقل حركة أوتوماتيكي مزدوج القابض ونظام الدفع الرباعي، وبالإضافة إلى ذلك حرصت الشركة الكورية على أن تنعكس هذه القوة الداخلية على التصميم الخارجي، حيث تطل المقدمة بملامح تصميمية شرسة وببابين وفق تصميم يحاكي موديلات لامبورغيني، كما تم تعديل المؤخرة لتوفير أقصى المستويات من “قوة الدفع لأسفل”.
وبفضل السيارة الاختبارية الجديدة اقتحمت شركة هيونداي قطاعات جديدة من فئة السيارات المدمجة.