مضت خمسة أشهر على الحصار الكامل و التام لحي الوعر، و إغلاق كافة منافذه في وجه سيارات الخضار و الغذائيات و الأدوية و مواد المرافق الصحية و مواد التنظيف و مستلزمات المعيشة الأساسية.
و تعود هذه الحلقة من الحصار إلى تاريخ 11 آذار/مارس 2016، في سلسلة من حلقات سبقتها تخللتها مفاوضات أفضت إلى رفع الحصار بشكل جزئي و محدود جدًا.
و يقول معتز رحمة، مراسل مرآة سوريا في حمص، إنّ الحي ينحدر نحو كارثة إنسانية وشيكة، مع وجود نحو 100 ألف مدنيّ داخله.
و تسيطر قوات النظام و ميليشياته الموالية على بساتين الحي بشكل كامل، و بذلك فإنّها تكون قد حرمت المحاصرين من السلة الغذائية الوحيدة التي كانت من الممكن أن تعزز صموده في وجه الحصار، كحال بلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
و تسمح حواجز النظام للموظفين و الطلاب بالخروج و الدخول إلى الحي، مع تشديد أمني كبير، لا يكاد يخلو من مضايقات و تحرشات تهين ذات الإنسان.
كما تسمح الحواجز للموظف أو الطالب أن يدخل معه 4 كيلو غرام فقط من الخضار، و هي -أي الحواجز- تصادر هذه الكمية في كثير من الأحيان.
و بسبب هذا الحصار بلغ سعر البصلة الواحدة، بحجمها المتوسط 250 ليرة سورية، و بحجمها الكبير 350 ليرة، أما رأس الثوم بحجمه المتوسط فيبلغ سعره 350 ليرة سورية، في حين بلغ سعر الكيلو الواحد من الطحين -في حال تواجده- نحو 2500 ليرة سورية.
و بلغ سعر الكيلو الواحد من الخضار، مهما كان نوعه نحو 3000-4000 ليرة سورية، و تباع بيضة الدجاج الواحدة بألف ليرة، كما تباع 3 لفائف من التبغ بسعر ألف ليرة.
أما بالنسبة إلى اللحوم فإنّ عددًا قليلًا من رؤوس الماشية يتواجد في الحي المحاصر، و يبلغ سعر البقرة الواحدة ذات الإنتاجية المتوسطة نحو 14 ألف دولار أمريكي، أي ما يعادل 7 ملايين و 400 ألف ليرة سورية، في حين يبلغ سعر العجل نصف هذه القيمة.
و يبلغ سعر الكيلو الواحد من لحم الضأن نحو 30 ألف ليرة سورية، و هو نادر التواجد غير متوفر في معظم الأحيان.
و فيما يتعلق بمياه الشرب فإنّ شبكة المياه الرئيسية تغذي الحي لمدة 15 دقيقة فقط و هي لا تصل إلى جميع مناطق الحي، و يعتمد المدنيون على الآبار و الطرق البدائية لاستخراج المياه، بحسب ما أوضحه الناشط الإعلامي “عمر التلاوي” على صفحته الشخصية بموقع الفيسبوك.
و فشلت المفاوضات التي امتدت على عدة مراحل، بسبب تعنت النظام و تراجعه عن التزاماته فيما يخص المعتقلين، حيث تشترط الجهة المفاوضة الممثلة لقوات المعارضة السورية في الحي أن يفرج النظام عن عدد من المعتقلين ضمن شروط التهدئة.