لا تكاد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية تضمد جراحها بعد مجازر الأمس، حتى تتلقى ضربات جديدة تزيد من نزفها بمجازر أخرى باتت عنوانًا يوميًا على مواقع الأخبار و في منشورات الناشطين الميدانيين.
حملة القصف الجوية التي تشاك فيها طائرات الأسد، و الطائرات الروسية، وطائرات التحالف الدولي، لم تهدأ و لم تنقص وتيرتها البتّة منذ الخسائر الكبيرة التي مني بها جيش الأسد و ميليشياته في مدينة حلب مؤخرًا خلال المعركة التي أطلقت عليها المعارضة اسم “ملحمة حلب الكبرى”.
و أفاد جمعة علي، مراسل مرآة سوريا في حلب، بأنّ الطيران الحربي شنّ عدة غارات بالصواريخ الفراغية على حي “طريق الباب” بمدينة حلب، خلّفت نحو 20 قتيلًا، جميعهم من المدنيين، لا يخلو الأمر بطبيعة الحال من وجود أطفال و نساء بين القتلى و الجرحى.
هذه الغارات تزامنت مع قيام الطيران الروسي بقصف مدينة الباب، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، و التي تعتبر أحد أهم مراكز تجمع المدنيين في ريف حلب الشرقي، مرتكبًا مجزرة نزف خلالها 50 مدنيًا، بين قتيل و جريح.
كما قامت قاذفات روسية بشنّ غارات جوية على حي الراموسة المحرر حديثًا بحلب، أدت إلى مقتل 20 مدنيًا و جرح العشرات، بحسب “علي”.
و ذكرت وكالة “فرانس برس” في هذا الشأن، أنّ المقاتلات الجوية الروسية التي قصفت اليوم مدينة حلب انطلقت من قواعد جوية في إيران.
كما قال ناشطون ميدانيون في بلدة “دارة عزّة”، المتاخمة لمناطق سيطرة الأكراد غربيّ حلب، إنّ طائرة حربية عائدة لملاك التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم الدولة، استهدفت سيارة مدنية أثناء سيرها على إحدى طرق البلدة، ما أدى إلى مقتل شخصين كانا بداخلها.
يأتي ذلك بالتوازي مع استمرار تحليق الطيران الحربي في سماء أحياء مدينة حلب، و ريفها.
و يقول “جمعة علي”:”إسعاف المصابين يتم بصعوبة بالغة، الطيران الحربي لا يغادر الأجواء، و يتحيّن الأوقات التي تجمع فيها المدنيون في المنطقة”، مضيفًا:”رجال الدفاع المدني يعانون صعوبة في الوصول إلى الأماكن المستهدفة، كما أنّ حركة سيارات الإسعاف باتت على محك الخطر نتيجة تعمد استهدافها جويًا”.
و تمضي حال المجازر في مدينة حلب، المدينة التي صنّفت -وفق تقرير دولي معنيّ- كأخطر مدينة للعيش في العالم، في ظل حديث سياسي بدأ بداية الحرب قبل 6 سنوات، و لمّا ينتهي، دون أن يفضي إلى أي نتيجة توقف “شلال الدماء” في سوريا.