تصاعدت حدة التوترات بين حركة أحرار الشام الإسلامية، و الجبهة الشامية، شمال حلب، على خلفية صراعات أججتها اتهامات متبادلة بالفساد، أرجعها مطلعون إلى السعي للسيطرة على معبر باب السلامة، و عدة حواجز تجارية في منطقة إعزاز ومحيطها.
و أطلقت حركة أحرار الشام يوم الأحد 13 تشرين الثاني/نوفمبر حملة أسمتها “نصرة المظلوم”، تستهدف من خلالها “خلايا أمنية فاسدة، و مجموعات انفصالية” وفق بيانات اطلع عليها موقع مرآة سوريا.
و بحسب ذات البيانات فإنّ الحركة تتهم شخصيات قيادية و مجموعات تابعة للجبهة الشامية بالضلوع في تزويد الميليشيات الكردية بالأسلحة و العتاد، بالإضافة إلى تقديم معلومات عسكرية و الوقوف وراء تفجير ضرب إعزاز قبل يومين.
و أوضح أحد بيانات الحركة أنّ الشخصيات المستهدفة هي:” أبو علي سجو أمني معبر باب السلامة، وأبو أمين رئيس المكتب الأمني في الجبهة الشامية، وحسام ياسين قائد الجبهة الشامية، ومصطفى خالد كورج مدير مكتب العلاقات في الجبهة الشامية”.
و وجهت الحركة تهديدًا مباشرًا لكل من “يعطل سلسلة عملياتها”، منوهة إلى أنّه سيكون “هدفًا” لها، كما أكّدت على عزمها على استئصال “عملاء الميليشيات الانفصالية”، و جعلهم “عبرة لكل خائن”.
بدورها أصدت الجبهة الشامية بيانًا ظهر الاثنين 14 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، شبّهت فيه حملة أحرار الشام “نصرة المظلوم” بالمعركة التي أطلقها تنظيم الدولة في آب/أغسطس 2014، و التي حملت اسم “غزوة الثأر للعفيفات”.
و قالت الجبهة في بيانها إنّ حركة أحرار الشام لم تلتزم بالحكم الذي أصدرته المحكمة المركزية في إعزاز، و هاجمت الحاجز الواقع بين إعزاز و عفرين و الذي تسلمته الجبهة الشامية (التي كانت تسيطر عليه أصلًا في السابق) من المحكمة.
إقرأ: تركيا تغلق معبر باب السلامة على خلفية اقتتال السيطرة عليه بين أحرار الشام و الجبهة الشامية
و قال مسؤول المكتب الإعلامي في الجبهة الشامية، هيثم حمو، إنّ حركة أحرار الشام هاجمت كافة مقرات الجبهة في منطقة اعزاز في ريف حلب الشمالي، مشيراً إلى أن “جميع المقرات فارغة إلا من الحرس، لأن غرفة عمليات درع الفرات طلبت أكبر ثقل لدى الفصائل المشاركة في عملية السيطرة على مدينة الباب”.
و وصفت الجبهة الشامية في بيانها حركة أحرار الشام و المجموعات التي تساندها في الحملة بـ “أذناب تنظيم الدولة”، و قالت:”لن يجدوا منّا سكوتًا على ضيم و لا استكانة للبغي و العدوان، فقد خرجنا ضد الظالمين أيًّا كانوا و بأي لبوس تلبسوا، و لا نرى هؤلاء بمختلف أشكالهم إلّا أذنابًا لأولئك الذين اندحروا صاغرين”.
و قال مصدر مطلع لمرآة سوريا إنّ هذا الصراع ناجم عن تراكم خلافات عديدة سابقة، بسبب سعي الطرفين للسيطرة على إدارة معبر باب السلامة، و الحواجز الموجودة في المنطقة، من ضمنها الحواجز التجارية التي تدر دخلًا ماديًا لمن يتولّى إدارتها، و هي حواجز مشفى إعزاز، و الدوار الرئيسي، و الشط.
و لم يتسنّ لموقع مرآة سوريا الحصول على تصريحات متعلقة من الجهات الإعلامية الرسمية للفصيلين المعارضين.