أفتى الداعية السعودي المقيم في سوريا، عبد الله المحسني، بعدم جواز قطع الأشجار و استخدامها لأجل التدفئة، وعمم ذلك على المدنيين و العسكريين.
و قال المحيسني في عدة تغريدات نشرها على موقع تويتر إنّ قطع الأشجار لا يجوز، رغم أهمية استخدام حطبها في المعارك، و التدفئة، و أرجع المحيسني ذلك إلى أنّ بقاءها قائمة له منافع للعامة، مستشهدًا بعدم جواز قطعها بأحاديث للرسول محمد صلى الله عليه و سلّم.
و قال المحيسني في الفتوى التي تم تداولها من قبل ناشطين سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي:
[ بسم الله
إخواني هذه التغريدات أخذت عنوانها من كلمة لعمر رضي الله عنه حينما استأذن الناس النبي صلی الله عليه وسلم في غزوة تبوك بنحر الإبل
فأذن لهم صلى الله عليه وسلم فجاء عمر وقال: يارسول الله ماذا يبقی للناس بعد نحر الإبل..فهي تحملهم وتبلغهم عدوهم فمنع النبي الناس عن نحرها
منع صلی الله عليه وسلم نحر الإبل حتی يبقی للناس ما يحملهم ويبلغوا بها مرادهم، فهنا منع صلی الله عليه وسلم عن الناس أمرا هو في الأصل مباح
منع التصرف في شيء هو من أموالهم الخاصة وقد يؤدي تركهم لنحر الإبل وهم في جوع وسفر إلى هلاكهم ولكنهم بحثوا عن حلول للاستغناء بها عن نحر الإبل
ولعلي أقيس علی ما سبق قيام البعض اليوم بقطع الأشجار هنا في الشام..مع حاجة المجاهدين لها ومع أهميتها في المعارك وما لها من منافع عسكرية كبيرة
فمن المؤلم جدا إخواني.. أن نری الأشجار التي هى حصن للمجاهدين ولعامة الناس -لاسيما مناطق الغابات- التي منها منافع كبيرة وبها يحتمي المجاهدون
والتي فيها أيضا تقام المعسكرات والمخيمات والمقرات وبها يحتمي الناس من طائرات الاستطلاع وغير ذلك من المصالح التي يستفيد منها الناس والمجاهدون
ولكن للأسف نری أن هذه الأشجار تُقص لأجل أن تباع أو لأجل أن تستخدم في التدفئة سواء في المقرات أو من قبل المدنيين
أقول أيها الإخوة: لنتق الله سبحانه وتعالى في هذا الباب.. واعلموا أيها الإخوة أنه لا يجوز شرعا أن تقطع هذه الأشجار، وذلك لما يأتي..
إن التغوط أو التبول في ظل الناس مما يوجب اللعن كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وما ذلك إلا لأنه يحرم الناس من منفعة عامة
فبمجرد أن يبول الإنسان تحت شجرة أو يتغوط فإنه ينال اللعنة لأنه أفسد ظلا،، فكيف بمن قطع هذا الظل وأنهاه من الوجود وليفسد ما هو أعظم من الظل؟!
أيها الإخوة.. كل فرع يعود علی الأصل بالإبطال يبطل، فقطع الشجر فرع يعود علی الأصل الجهاد بالابطال فهو يبطل ولا يجوز..
وأظن أن قادة الفصائل يدركون هذا الأمر بشكل جيد، لذلك يجب أيضا عليهم حفظهم الله وهم الذين ولو أمر الجهاد في سبيل الله أن يقوموا بدورهم في ذلك
بحيث يوعزون إلی الحواجز أو غير ذلك أن تمنع هذا بين الناس وأن تمتنع هي عن ذلك، ويجب علی الفصائل أن تتقي الله في ظل المسلمين ومحل احتمائهم
ونحن نعرف أن الاستهداف يزداد وأن المعركة تزداد ضراوة ونعرف قيمة هذه الشجر حينما ندخل معركة فيها أشجار نجد أن الأمر أسهل وأيسر
فحينما ندخل معركة جرداء نجد صعوبة في تلك المعركة، فما لنا نری أقواما قد أعملوا معاولهم في الأشجار يقصونها مع أن المازوت قد يفي بالغرض
ولو أن سعر المازوت أغلى بشيء يسير إلا أن حماية الجهاد في سبيل الله من أوجب الواجبات.. هذا ما أردت قوله والحمد لله ربا العالمين. ]