على لسان المؤيدين.. روسيا تواطأت مع تنظيم الدولة و هذا ما حصل في تدمر – مرآة سوريا

كشف تنظيم الدولة عن الغنائم التي تمكن من الحصول عليها إثر المعارك العنيفة التي خاضها على مدار الأيام الثلاثة الماضية مع جيش الأسد، و انتهت بسيطرة التنظيم على مدينة تدمر و محيطها شرق حمص.

و قالت وكالة أعماق الناطق الإعلامي باسم التنظيم إنّ الأخير استولى على “30 دبابة و6 عربات BMP و6 مدافع من عيار 122 و7 مدافع رشاشة من عيار 23”.

كما أضافت الوكالة في تقرير لها إنّ الغنائم شملت أيضًا صواريخ مضادة للدروع و منصات إطلاق، و كميات من صواريخ الغراد و قذائف دبابات و ذخائر متنوعة.

و بحسب الأرقام التي تداولتها حسابات مناصرة لتنظيم الدولة فإنّ أعداد قتلى جيش الأسد و ميليشياته الموالية خلال أيام المعركة الثلاثة تجاوز 400 قتيل، في حين قالت مصادر إعلامية موالية للنظام إنّ عدد القتلى لم يتجاوز حاجز الثمانين.

وكالة إعلام النظام “سانا” اعترفت بسيطرة تنظيم الدولة على مدينة تدمر، و قالت إنّ عامل الحسم كان السيارات المفخخة التي اعتمد عليها التنظيم في هجومه.

و رصد موقع مرآة سوريا على مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات صريحة متبادلة بين جنود جيش الأسد وعناصر الميليشيات الموالية، تضاف إلى زخم متصاعد الوتيرة من الاتهامات التي لا تقبل الطعن أو التأويل لتواطؤ روسي وافق و ساعد تقدم تنظيم الدولة.

“هذا صحيح.. سقطت تدمر”، بهذا بدأ حساب موال للنظام يغرد بالإنكليزية سلسلة تغريدات كشفت سقوط مدينة تدمر عبر الإعلام الموالي قبل سقوطها على الأرض، و تواطؤ الروس و خذلان عدد من المجموعات “الوطنية”.

و ينقل حساب “إيفان سيدورينكو” عن مراسل في الإعلام الحربي قوله “إنّ الحال أسوأ مما يوصف، لقد سقط جبل الطار، و المدينة الآن تحت الحصار”.

كما كشف “المغرد” عن تواجد “قوات النمر” في تدمر قبيل سقوطها، و هي القوات التي يشيد بها المؤيدون للنظام، و يتزعمها العقيد “سهيل الحسن” ذائع الصيت.

و لم تفصل سوى ساعة واحدة بين آخر صورة “سلفي” لمقاتل من قوات سهيل الحسن داخل تدمر، و صورة خارجها بعد تمكنه من الفرار مع مئات العناصر، بحسب الصور التي نشرها ” إيفان سيدورينكو”، و بالنظر إلى الصورتين فإنّ صورة داخل المدينة كانت مع “كأس متة”، بينما تظهر الصورة الثانية وقوفه نظيف البشرة و الثياب و خلفة آليات عسكرية و دبابة و عناصر يبدو أنها انسحبت بشكل عاجل معه دون أي قتال.

و بالمجيء إلى “الخذلان الروسي” الذي تحدث عنه طيف معين من المؤيدين، فإنّ الحساب لم ينكر ذلك، و نقل عن مقاتل في الميليشيات المساندة لجيش الأسد قوله:”تدمر نباعت من قبل الروس علنن وشو الهدف من هل شي مابنعرف”.

و تابع نفس المقاتل الذي عرّفه الحساب المغرّد بـ “المقاتل القبلي” و نسبه لـ “الشعيطات” قوله:”للأسف الحقيقة المرة القاعدة الروسية أخلت تدمر قبل ما تدخل داعش عليها”، في إشارة منه إلى القاعدة الروسية التي كان يتمركز فيها ضباط و جنود روس في تدمر، و أضاف متسائلًا:”الدواعش دخلوا من نقاط تمركز القوات الروسية .. شو بدل هل شي؟”.

كلام هذا “المقاتل القبلي”، و عشرات المنشورات و التصريحات التي تم تداولها خلال الأيام الماضية، يكشف أنّ روسيا كانت على علم مسبق باقتحام داعش للمدينة، و على عكس ما تشيعه عبر وسائل الإعلام المؤيدة للنظام بأنّها متواجدة في سوريا لحمايتهم و حماية نظام الأسد و دعم جيشه ضد “الإرهاب”، سارعت إلى تجنيب قواتها الخطر، و سحبها من تدمر قبل أن تصيب رصاصة واحدة جدران أطراف المنازل المترامية حول المدينة.

“كانت مساهمة الطيران و القوات الروسية خجولة في صد عناصر تنظيم الدولة منذ بداية المعركة، و هذا ما خلق موجة من الامتعاض في صفوف المؤيدين على وسائل التواصل الاجتماعي “

جندي آخر في جيش الأسد اتهم قيادات الجيش ذاتها بالتواطؤ أيضًا، و قال إنّها وجهت أوامر الانسحاب للقوات و عملت على تشكيل خطوط دفاعية، و إضافة إلى كلام متكرر على صفحات مؤيدة يؤيد ما ذهب إليه هذا الجندي، تعزز النقم و اليقين من تواطؤ روسي-سوري على مستوى القيادات في “تسليم تدمر” لتنظيم الدولة دون قتال.

هذه الاتهامات تفاعلت بشكل واسع على صفحات التواصل الاجتماعي، و قالت صفحة “نادي شباب حمص” المؤيدة ” سقطت ﺗﺪﻣﺮ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، ﺳﻘﻄﺖ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻮﺭ ﺗﺤﺖ ﻧﺎﺭ ﺍﻻﺭﻫﺎﺏ، ﻧﺤﻦ ﻧﻘﺎﺗﻞ ﺟﻴﺸﺎ ﻣﺪﺭﻋﺎ ﻣﺤﺎﻃﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺗﺮﻛﻴﺔ، ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ … ﻳﺴﺠﻞ ﻏﻴﺎﺑﺎ ﺗﺎﻣﺎ”.

فيما كشف حساب “رجال الشمس” في أحد منشوراته عن تفاصيل إضافية “للخيانة” التي فوجئ بها عناصر الدفاع الوطني و جيش الأسد ذوي الرواتب المتدينة قياسًا إلى عناصر الميليشيات الأجنبية، و تحدث عن سحب السلاح الثقيل من الدفاع الوطني قبل بدء المعركة، و عن غارات جوية روسية استهدفت عتادًا تركه الجنود الروس بعد إخلائهم للقاعدة خاصتهم.

وسط هذه الاتهامات المتبادلة واصل تنظيم الدولة تقدمه في المنقطة، و سيطر على منطقة الدوّة، و على تياس، و قالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم، و حسابات موالية للنظام إنّ اشتباكات عنيفة درات مساء الأحد على أطراف مطار التيفور العسكري.

بدورها تناولت وسائل إعلام المعارضة السورية هذه المعركة على أنّها “استلام و تسليم” متبادل بين النظام وتنظيم الدولة برعاية روسية، و قالت إنّ هذه المعركة ما هي إلا مسرحية وقودها عناصر الدفاع الوطني، تهدف إلى تسليح تنظيم الدولة و مده بالذخائر، فيما عارض مغردون هذا التوجه قائلين إنّ لتنظيم الدولة أهدافه و للنظام أهدافه، و كل يسعى لتنفيذ مشروعه الخاص، بينما ذهب مستهزئون إلى القول إنّ “داعش الوحيدة التي نصرت حلب بفتح جبهة عسكرية ضد النظام دون سائر فصائل المعارضة المشغولة بحكم الاحتفال بالمولد النبوي”.

أضف تعليق