تداولت وسائل إعلام إيرانية صورًا جديدة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في مدينة حلب التي باتت بحكم الساقطة كليًا بيد قوات الأسد و الميليشيات الموالية له.
و يأتي ظهور سليماني تزامنًا مع عرقلة تنفيذ الاتفاق الروسي-التركي لإجلاء المدنيين و المقاتلين المحاصرين حاليًا في مساحة لا تتجاوز 2 كم بأحد أحياء شرق حلب.
و يقول مطلعون إنّ إيران لم تكن راضية على هذا الاتفاق أساسًا، كونها لم تكن أحد أطرافه، و لوجود تركيا كطرف ثانٍ، و لعل البيانات و التصريحات الرسمية الصادرة عن نظام الأسد تؤكد ذلك.
دمشق قالت إنّ الاتفاق قيد التعليق حاليًا، و لن يعاد تفعليه قبل الحصول على الموافقة الإيرانية.
و يعكس إرسال سليماني إلى حلب الحرص الإيراني على عرقلة الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين روسيا و تركيا، ثم أعلم به نظام الأسد و إيران و جهات دولية.
و فيما خرج نحو 7 آلاف مدني على دفعات بالباصات الخضراء، فإنّ مصير الآلاف ما زال رهين الموافقة الإيرانية، و الشروط المتداولة التي يتصاعد سقفها يومًا بعد يوم.
و في آخر ما اشترطته طهران أن يتم إجلاء جميع الجرحى من بلدتي كفريا و الفوعة اللتين تحاصرهما فصائل معارضة بريف إدلب، بالإضافة إلى 500 مدنيّ من الراغبين بالخروج.
الموقف الروسي لم يكن شديدًا ضد عرقلة الاتفاق، و اكتفت التعليقات الرسمية بالقول إنّ العمل جارٍ لمعالجة الأمر، و ذلك يعكس بطبيعة الحال السياسة الروسية تجاه تركيا، يدٌ تسلّم و أخرى تصفع.
و لكن يرى مراقبون أنّ الاتفاق كان هشًا بوجود ميليشيات أساس قتالها في سوريا عقيدة تحض على قتل أكبر قدر ممكن من السنّة، و حزب الله اللبناني الذي لم يفوت عناصره فرصة رفع راية “يا حسين” فوق المسجد الأموي، من المندرجين تحت ذلك، و أرباب الاتفاق يعون هذا الأمر جيّدًا.
إلا أنّه و برغم ذلك لا بدّ لهذا الاتفاق أن يستكمل، فهو وليد توافقات روسية-تركية قد لا تبتعد كثيرًا عن نطاق تقاسم المناطق لحساب الحلفاء، بحسب مطلعين.