ترجمة خاصة: تنظيم الدولة جنّد عددًا غير مسبوق من المجرمين لشن هجمات في أوروبا – مرآة سوريا

نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية في عددها الصادر الثلاثاء، تقريرًا للمركز الدولي لدراسة التطرف، يوضح تغيّر منهج تنظيم الدولة في تجنيد أتباعه داخل البلاد الأوروبية.

و تخوّفت الصحيفة من “مرحلة قادمة” ستمتلئ بـ “الجرائم” بعد أنّ بدأ تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يتمركز في سوريا و العراق بشكل خاص، بعملية تجنيد “مجرمين خطرين و مطلوبين و أصحاب سوابق جنائية، للقيام بعمليات إرهابية في أوروبا”.

و يقول تقرير المركز الدولي، إنّ “تنظيم الدولة حقق بادرة هي الأولى من نوعها كتنظيم إسلامي متشدد، من حيث تجنيد عدد غير مسبوق من المجرمين بهدف القيام بأعمال هجومية داخل أوروبا تحديدًا”.

و نقلت الصحيفة عن عضو وكالة مكافحة الإرهاب في بلجيكا، ألان غرينيارد قوله إنّ “الذين قام تنظيم الدولة الإسلامية بتجنيدهم مؤخرًا في أوروبا، يعدون بوصف دقيق امتدادًا لعالم الجريمة داخل المدن”.

و وافق غرينيارد ما ذهبت إليه الصحيفة من تبدل منهج التنظيم في تجنيد العناصر الهجومية، و قال إنّ “تنظيم الدولة يتوجه تمامًا نحو تجنيد شبان مسلمين لديهم سجل إجرامي، و تاريخ حافل بالانحرافات الاجتماعية و الجنائية” و هذا “بعيد بعض الشيء عن توقعات الأجهزة الأمنية الأوروبية التي تراقب بحرص ذوي الأفكار المتشددة دينيًا”، بحسب غرينيارد.

و أشارت الصحيفة إلى موقف مدير “كينجز كوليدج”، البروفيسور “بيتر نيو مان” من تكتيك تنظيم الدولة الجديد في تجنيد عناصره في أوروبا، و الذي يرى أنّ “الاستراتيجية الأوربية في التعامل مع التنظيم المتشدد عليها أن تتغير وفق تقييم جديد”.

و يرى نيو مان حسب الاندبندنت أنّ أجهزة أوروبا الأمنية ما زالت تلاحق و تتعقب الشبان الذين يطيلون لحاهم فجأة، و يغيّرون من مظهر لباسهم”، باعتبار أنّ اللحية الطويلة و الثياب التي ترى في إصدارات التنظيم، من علامات جنوده الفارقة.

و وافق نيو مان رأي غرينيارد، حيث قال إنّ التنظيم غير من “استراتيجيته في تجنيد عناصره الهجومية، و اتجه نحو مدمني المخدرات وأصحاب الجريمة و أرباب السجلات الجنائية لدى الشرطة الأوروبية”.

و بحسب ما ذكره نيو مان فإنّ “نصف المنتسبين إلى التنظيم لديهم سوابق في سجلات الشرطة الأوروبية، كما أنّ ثلثهم لديهم تاريخ إجرامي عنيف، و عنيف جدًا، و يقوم التنظيم بتحفيزهم إلى الانضمام لصفوفه عن طريق إعطائهم شرعية لممارسة أعمالهم الإجرامية”.

و يقول نيو مان إنّ تنظيم الدولة لا يهتم بالتفاصيل الدينية لمنتسبيه من أصحاب الجرائم، بل يكتفي بإعطائهم خلفية دينية عامة، يضمن من خلالها ولاءهم المطلق.

و أشارت الصحيفة إلى أنّ تنظيم الدولة حقق تقدمًا كبيرًا عن مثيلاته من التنظيمات الجهادية المتشددة في تجنيد العناصر الهجومية، و التي كانت تحتاج لعدة سنوات في إقناع الأشخاص بأن يصبحوا جهاديين منتسبين، بينما لا يحتاج تنظيم الدولة الآن إلى أكثر من بضعة أشهر، و حتى أسابيع قليلة.

و يعتمد تنظيم الدولة على التسجيلات المصورة القليلة و التي تظهر الإعدامات الدموية بطرائق تبهر أصحاب الجرائم، و مع الشرعية التي يعطيها التنظيم لمثل هذه الأعمال تكون هذه التسجيلات بابًا واسعًا و محفزًا أساسيًا للمنتسبين، وفق الصحيفة.

 

أضف تعليق