تنفس حزب الله الصعداء بعد تصريحات علي أكبر ولايتي، المستشار الأول للمرشد الإيراني علي خامنئي، و الذي أكّد فيها أنّ ميليشيا حزب الله لن تخرج من سوريا و أنّ الحديث عن ذلك محض دعاية عدو.
و عاشت أوساط الحزب في لبنان تخوفًا بعد إعلان اتفاق موسكو الذي أنتج اتفاقًا هشّ التنفيذ لوقف إطلاق النار في سوريا، و زادت تصريحات المسؤولين الأتراك و الروس حول وجود الميليشيات المقاتلة في سوريا من توتر قيادة حزب الله.
و قال وزير الخارجية التركيّ مولود جاويش أوغلو إنّ “على جميع المقاتلين الأجانب بمن فيهم عناصر حزب الله مغادرة سوريا”، عقبته تصريحات إعلامية روسية عن نية موسكو استبدال ميليشيات الحزب بمقاتلين شيشان ينتمون للطائفة السنيّة في حلب، على أن يعمم ذلك في باقي المحافظات على خطوات.
و أرادت إيران أن تظهر نفسها مجددًا كلاعب أساسي في الملف السوري، دون أن توصف بأنها تحت “جناح روسيا”، خصوصًا و أنّ أصواتًا داخلية بدأت تعلو لتوضيح نتائج تدخل قوات النخبة و ما يليها في سوريا، والذي كلّف حكومة ملالي طهران الكثير، على حساب الشعب الذي يرزح تحت سقف صعوبة المعيشة و الفقر.
و يرى مطلعون أنّ “تعامل أنقرة و موسكو في نطاق الديبلوماسية و الميدان بعيد إعلان موسكو، جعل إيران و كل الميليشيات الموالية لها، إضافة لنظام الأسد تحت التمثيل الروسي كطرف واحد، فيما بقيت تركيا كطرف ثانٍ، و هذا ما لا تريده طهران التي قدمت آلاف القتلى في سوريا بطبيعة الحال”.
و قال ولايتي في تصريحات عقبت لقاءه مع نوري المالكي الثلاثاء:”إن طهران تواصل التنسيق مع موسكو بشأن سوريا، بحيث لا يتم تجاهل مصالحنا هناك”، ما يدل على وجود “مظلومية” إيرانية تجاه الاتساق الروسي-التركي حول سوريا.
و تريد طهران أن تثبت نفسها كطرف ثالث إلى جانب روسيا و تركيا في مؤتمر الأستانة القادم، و ستسعى خلال الأيام القادمة إلى طمأنة ميليشياتها في سوريا، و من بينها حزب الله الذي يعد من أقوى أذرعتها الضاربة في سوريا، كما سيحرص مسؤولوها على التذكير بمدى التأثير الإيراني على الأسد الذي أوفد وزير خارجيته وليد المعلم، و رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك إلى طهران قبل أيام لـ “بحث ظروف مؤتمر الأستانة” بحسب ما بثّه الإعلام الإيراني.
و في هجوم صريح على موسكو، قال ولايتي:” لن يكون هنالك مكان للجهات التي تبادر إلى تسيير محادثات السلام خارج إطار حكومة هذا البلد وإرادة شعبه”، و في ذلك امتعاض واضح من التوجه الروسي الناطق باسم الأسد دون الرجوع إليه حتى.
و بالنظر إلى الوضع الميداني فإنّ حزب الله يواصل هجومه إلى جانب جيش الأسد على منطقة وادي بردى، رغم أنّ روسيا و تركيا (ضامنتي الاتفاق) أكدتا عدة مرات على توقف الهجوم على الوادي الذي يغذي مدينة دمشق بمياه الشرب، و في إصرار الحزب على مواصلة الهجوم رسالة إيرانية لكل الأطراف مفادها أن “لا هدنة دون طهران مهما كانت الظروف”.