عبر الفنان بشار السبيعي، نجل الفنان الراحل رفيق السبيعي عن امتعاضه من الذين يقولون التفاهات ويحاولون النيل من قامة فنية تاريخية مثل “رفيق السبيعي”، مبدياً أسفه لسماع هذا الكلام ممن يدعون أنهم “ثوار”.
وقال السبيعي في حديث خاص لمرآة سوريا :”لقد كانت علاقتي بوالدي الفنان رفيق السبيعي جيدة كثيراً، لكن للأسف منذ خروجي من سوريا بعد أشهر من بدء الانتفاضة الشعبية ، تدهورت العلاقة ولم نعد على تواصل بشكل مستمر, والسبب أن والدي أرادني أن أبقى مخلصاً لما كان يظن أنه معروف قدمه النظام لي بعد عودتي إلى دمشق في عام ٢٠٠٩ ، وهذا من باب مبدأ رد الجميل الذي كان مخلصاً له في حياته وتعلمته أنا منه”.
وأضاف السبيعي أن خلافاً نشب مع والده الراحل في وقت سابق لعدم قدرته على السكوت عن مشاهد القتل والقمع الذي مارسته قوات الأمن في شوارع دمشق وقال:” لم أستطع أن أبقى صامتاً على ما شاهدت من أحداث في شوارع المدن وقمع المظاهرات السلمية من قبل النظام بقوة السلاح ضد متظاهرين عزّل ، لذلك فضلت الخروج مرة أخرى من سوريا حتى لا أحرج والدي إن تكلمت أو كتبت ما كان يحترق في صدري”.
وأبدى السبيعي أسفه لأن الفرصة لم تسمح له بوداع والده حتى بمكالمة تلفونية لافتاً إلى أن والده رفض التحدث معه أوائل العام الماضي عندما بادر هو للاتصال بوالده الذي ألمت به وعكة صحية.
وأشار السبيعي إلى أن ” النظام يتعامل مع المعارض السياسي على أنه مخطئ ومضلل ، تماماً كما تتعامل كوريا الشمالية مع مواطنيها ، لا يوجد أطياف فكرية وأيديولوجية عند النظام ، إما أن تكون معنا أو ضدنا فكرياً , وأنا لي تاريخ في العمل المعارض قبل الثورة بسنوات”.
“لا يمكنني أن أجزم موقف والدي الحقيقي من الثورة ، ولا يحق لي التكلم عنه في هذا الشأن ، ولكنني أعرف أنه كان ضد الظلم والاستبداد والطغيان ، وكان دائماً في صف نصرة المظلوم ومتعاطف مع الشعب وقضاياه المحلية والإقليمية , والدي من مدرسة قديمة تؤمن بنظرية المؤامرة على شعوبنا ، وموقفه السياسي كان يصب في ذلك”
وعن موقف والده من الثورة أوضح قائلاً:”لا يمكنني أن أجزم موقف والدي الحقيقي من الثورة ، ولا يحق لي التكلم عنه في هذا الشأن ، ولكنني أعرف أنه كان ضد الظلم والاستبداد والطغيان ، وكان دائماً في صف نصرة المظلوم ومتعاطف مع الشعب وقضاياه المحلية والإقليمية , والدي من مدرسة قديمة تؤمن بنظرية المؤامرة على شعوبنا ، وموقفه السياسي كان يصب في ذلك”.
وجواباً على سؤالنا حول ما تداوله فنانون وإعلاميون في مواقع التواصل الاجتماعي عن تأييد الفنان رفيق السبيعي لنظام الأسد وأغنيته “نحنا جنودك يا بشار” قال:”تلك الأقزام التي تظن أنها تستطيع النيل من تاريخ قامة فنية سورية تشهد لها الساحة الفنية في الشرق الأوسط ما هي إلا قاذورات أفرزتها الثورة ، وأنا متأسف جداً أن أسمع هذا الكلام ممن يدعي بأنه ثائر ، لأن الثورة أخلاق وقيم قبل كل شيء , أما بالنسبة لأغنية “نحنا جنودك يا بشار” فقد سجلها والدي في عام ٢٠٠٧ من أجل الانتخابات الرئاسية و ذلك عندما كانت ليست سوريا فقط ، بل الوطن العربي بأجمعه يحتفل بما كان يروج وقتها بالنصر ضد الصهاينة وإسرائيل تماماً بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان ضد حزب الله”.
وختم نجل الفنان رفيق السبيعي بقوله:” لن ننتصر لقيم الحرية والكرامة الإنسانية حتى ننتصر على أنفسنا أولاً ونحب بعضنا البعض , فالاستقطاب المتطرف اليوم بين الطرفين في المعارضة والموالاة هو الذي أوصلنا لما نحن عليه اليوم , علينا رفض الإرهاب بجميع أشكاله وألوانه وجميع مصادره إن كان إسلامياً أو سياسياً ، وهذا يتفق عليه جميع السوريين ، لنبدأ بهذا البند ونعود إلى العقل ، وإلا لن تقوم لسوريا قائمة بعد اليوم”.
والمخرج بشار السبيعي معارض سياسي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية ويحمل بكالوريس في الإخراج السينمائي ، تخرج من جامعة ميامي في فلوريدا في أواخر الثمانينات ، ولم يدخل مجال العمل الفني إلا لفترات قصيرة، عمل في مجال التلفزيون في السنوات الأخيرة بعد الأزمة الاقتصادية التي مرت بها الولايات المتحدة ، كان مدير مكتب أول قناة فضائية معارضة في العاصمة الأمريكية واشنطن لأكثر من سنة وعدة أشهر ، وعاد إلى سوريا ليتابع العمل الدرامي التلفزيوني لكن الظروف لم تسمح له بذلك حيث انطلقت آنذاك الثورة فعاد مرة أخرى إلى الولايات المتحدة ليعمل فيها في المجال التجاري حتى اليوم.
و توفي الفنان رفيق السبيعي الملقب بـ “فنان الشعب” أمس الخميس وشيع اليوم الجمعة من منزله الكائن في أتوستراد المزة بالعاصمة دمشق إلى مثواه الأخير في مقبرة باب الصغير.
والجدير بالذكر أن الفنان السوري ، رفيق السبيعي مواليد 1930م ، المعروف سورياً وعربياً بـ “أبو صياح” شارك في عدد كبير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية واشتهر بقدرته التمثيلية والغنائية وفي فن المونولوج وقدم عدداً من البرامج الإذاعية.