حظي الفيديو الذي ظهرت فيه جود عقاد و هي تقوم بخلع حجابها والتخلي عنه بشكل نهائي بمتابعة كبيرة واهتمام واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ولعدة أيام بات ذلك الموضوع يحتل المرتبة الأولى في صفحات معظم الناشطين والمعارضين من خلال التعليقات والنقاشات والمشاهدات التي تجاوزت عشرات الآلاف من المرات.
انقسمت ردود الأفعال بين مهاجمة جود وما قامت به بشكل عنيف أو الدفاع عنها وتبرير ما فعلته بأنه يدخل ضمن نطاق الحرية الشخصية، وعلى خلفية الموضوع ظهرت سجالات حادة افتقدت معظمها النقد الموضوعي.
من الصعب فهم كيف استطاعت حادثة بسيطة كهذه صرف الانتباه عن متابعة المشهد المأساوي في سورية، وهي تدل على هشاشة فاضحة لنخبة يفترض أن يكون قد تطور أداؤها خلال سنوات الثورة على الأقل، كما تكشف سهولة إشغال الناشطين بقضايا هامشية ليست بذي أولوية، وسهولة التلاعب بهم والتحكم بتوجهاتهم حتى في اللحظات الصعبة أو المصيرية من تاريخ الثورة عبر إثارة أو افتعال قضايا هامشية .
تاريخ جود عقاد في السنوات الأخيرة معروف وخاصة وما حصل في السويد من مشادة تبين فيما بعد أنها مصطنعة من قبلها بينها وبين بعض الناشطين ومن ثم قيامها الادعاء الكاذب بالانتحار والموت وتبين فيما بعد أن ذلك مجرد دعاية رخيصة تقوم بها جود، وتبين من خلال ما تكتبه على صفحتها ومواقفها المتناقضة الغريبة بأنها تحمل شخصية مختلة وغير متوازنة نفسياً، فكيف نسي الناشطون كل ذلك ووقعوا في فخ جديد نصبته لهم جود عقاد من جديد؟.
لا أحد يستطيع لوم جود عقاد أو محاسبتها على ما فعلته، ويتضح قيامها بذلك من أجل تحقيق مزيد من الشهرة وقد حصلت على ذلك بالفعل، لكن يمكن النظر للناشطين بعدم الثقة والاطمئنان بعد الآن من خلال ردات فعلهم العنيفة وتعاطيهم المضخم مع الحادثة.
لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في بداية الحراك الثوري السلمي وكانت بمثابة المحرك والملهم للنشاطات، ويبدو أن هذا الدور تقلص ووصل لنهايته وباتت وسائل التواصل مجرد محطات للتسلية و تناقل الشائعات وبث النميمة وتقطيع الوقت لا أكثر.
في نقاش الموقف مما فعلته جود عقاد نكون قد وقعنا في الفخ، ولعل أفضل ما فعلته عبر نزع حجابها أنها قامت بتعرية الناشطين والنخب وتهافت منطقهم ووقوعهم بسهولة في أول مصيدة يتم نصبها لهم، ولأجل هذا فقط يمكن القول شكراً جود عقاد.