راديو روزنة وفصل جديد لدكاكين الإعلام

أعلن العاملون في مكتب راديو روزنة في غازي عنتاب إضراباً مفتوحاً احتجاجاً على قرارات إدارة الراديو ضدهم والمتمثلة بتخفيض تعويضاتهم ودفعها بالليرة التركية في ظل الهبوط الحاد لها أمام العملات الصعبة، وبسبب احتجاجاتهم فقد قامت الإدارة بالإعلان عن طلب موظفين جدد ليحلوا مكانهم والدخول في مواجهة مباشرة معهم.


 لا شك أن موقف إدارة الراديو قوي بسبب عدم وجود عقود عمل نظامية مع العاملين في الراديو وبالتالي يجعل من عملية التسريح سهلة وبدون الخوف من الدخول في مواجهة قانونية.


 يحظى راديو روزنة بدعم جهات غربية مانحة كباقي الإذاعات ومعظم وسائل الإعلام الناشئة بعد اندلاع الثورة، لكن الدعم يقدم لصاحب المشروع شخصياً ولا يقدم لمؤسسة تقوم بإدارة مشروع إعلامي وليس مفهوماً سبب تغاضي المؤسسات الغربية المانحة عن مطالبة أصحاب المشاريع بكشوفات حساب نظامية تبين طرق الإنفاق وتوثيق ذلك، وكيف تقبل بصرف المعونات لأشخاص يقومون بالتصرف بالأموال وفق رغباتهم ومصالحهم الخاصة ولا يضعون سوى بعض الدعم لتسيير امور العمل لذر الرماد في وجوه الداعمين.


 طريقة دفع الدعم بشكل شخصي جعلت صاحب المشروع يشعر بالفعل وكان المشروع هو ملكه الشخصي وبات يتم تشبيه ذلك بالدكان التي تجلب الرزق لصاحبها، ولم يعد أحد يهتم بمستوى ونوعية ما يقدم في وسائل الإعلام فهي أشبه بالمهمة المفروضة التي تجلب لصاحبها الدعم والنفوذ.


 هناك تعاملات سابقة قامت بها مؤسسات وجهات غربية بدعم وسائل إعلام تعمل بأجندات مقبولة لها وقد تم تقديم الدعم بصفة شخصية كذلك، وهذا ليس بالأمر الجديد، وربما ما ظهر في ويكيليكس عن تقديم معونة ب 6 مليون دولار لتلفزيون بردى يدخل في هذا المجال ولم يتم إجراء أي تحقيق بالموضوع.


 يقوم راديو روزنة الذي يبث من باريس على سياسة ناعمة من خلال الإدعاء بالأولويات الوطنية دون التعرض المباشر أو القاسي للنظام، مما يجعل أسئلة كثيرة تطرح حول حقيقة توجهاته وأهدافه ومن يقف خلف تمويله.


 إضراب مكتب روزنة من الصعب أن يكتب له النجاح في ظل عدم وجود عقود مما يجعل العاملين بصفة مؤقتة لا أكثر، لكن فيما لو حصل تضامن قوي مع المضربين من قبل إعلاميي الثورة وهذا أمر صعب كذلك لأن الجميع يخشى من مواجهة نفس المصير، لو امتنع الأخرون عن استغلال الفرصة والقبول بالتعاقد مع الراديو خلال فترة إضراب العاملين فهذا أمر جيد ولكنه يبقى غير مضمون وربما تظهر حالات من الانتهازية لاستغلال الموقف.


موضوع روزنة وإضراب العاملين تفتح ملفات كثيرة، حول حقيقة  تمويل إعلام الثورة وواقع الإعلاميين السيء الذي يجعلهم يقبلون بالعمل تحت أسوأ الشروط وبأسوأ الأجور لحفظ ما تبقى من ماء وجه لهم...

أضف تعليق