واصل جيش الأسد حشد قوات عسكرية جديدة في معسكر جورين بريف حماه، فيما يبدو أنّه استعداد لشنّ عملية عسكرية جديدة على مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية في الشمال.
و قال ناشطون ميدانيون في ريف حماه، إنّ جيش الأسد استقدم خلال الأيام الست الماضية أكثر من 11 رتلًا عسكريًا، تتكون من دبابات محمولة على ناقلات، و سيارات نقل جنود، و آليات عسكرية مزودة برشاشات ثقيلة مع مئات الجنود.
و يأتي هذا الحشد تزامنًا مع ترويج متصاعد الوتيرة على وسائل إعلامية موالية للنظام لما تسميه "معركة تحرير إدلب".
و اعتبر موقع "شام تايم" المؤيد للنظام أنّ الزيارة التي قام بها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شامخاني إلى دمشق، بعد وقت قليل من زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني، اللواء علي مملوك، و وزير الخارجية، وليد المعلم إلى طهران، تدل على "اتخاذ قرار عسكري حاسم و كبير"، بحسب وصفه.
و كان رئيس لجنة الدفاع و الأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فرانس كلينتسيفس قد قال قبل أيام إنّ "معركة "تحرير" إدلب ستشكل مفاجأة عسكرية كبيرة في وقت ليس ببعيد".
و ذهب الموقع سابق الذكر إلى التأكيد على وصول قوات عسكرية إضافية إلى منطقة سهل الغاب، تحضيرًا لبدء عملية عسكرية واسعة النطاق ضد مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال السوري، مرجحًا أن يتم البدء بمنطقة شمال اللاذقية وصولًا إلى الحدود التركية.
و على صعيد المعارضة السورية، أعلن الداعية السعودي المقيم في سوريا، عبد الله المحيسني، و المقرب من الفصائل الإسلامية عن فشل مشروع الاندماج الذي كثر الحديث عنه بعيد سقوط مدينة حلب.
و فيما يعقد مندوبون عن فصائل معارضة اجتماعات مكثفة في العاصمة التركية أنقرة، تمهيدًا لمؤتمر الأستانة، يواصل جيش الأسد و ميليشياته الموالية خرق اتفاق وقف إطلاق النار في أرياف حلب و إدلب و دمشق و حمص.
و تريد أنقرة صياغة ورقة تفاهم و إجماع بين فصائل المعارضة السورية لتشكيل وفد يمثل المعارضة في مؤتمر الأستانة، و ما تزال الاجتماعات الجارية حاليًا تستبعد "السياسيين المستهلكين"، و خصوصًا أعضاء الائتلاف الوطني، و الهيئة العليا للمفاوضات.
و فيما ينشط ثوار بردى في صد هجوم جيش الأسد و ميليشيا حزب الله، يصر قادة فصائل المعارضة في الشمال السوري على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، بينما لا يزال الطيران الحربي يرتكب المجازر في المناطق المحررة.