أكد العميد الدكتور ابراهيم فواز الجباوي أن القلق هو الوضع الطبيعي بالنسبة لإيران كونها دولة داخلة في حرب إقليمية مشيراً إلى إدراكها بأنها لن تحصد نجاحاً عسكرياً على المدى البعيد وكل ما ستجنيه هو تهييج المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج عليها وهذا ما سيضعفها كثيراً.
وقال ابراهيم الجباوي مدير الهيئة السورية للإعلام في حديث خاص لموقع مرآة سوريا من عمان:"إن إيران جزء من المشروع الروسي وتعلم جيداً أن أي حل سياسي سيتم في سوريا سيخدمها ويخدم حزب الله أكثر من الحل العسكري".
ورأى الجباوي أن روسيا تركض وراء وقف إطلاق النار فهو لصالحها وتسعى من أجل تثبيته ثم البدء بمفاوضات سياسية قائلاً:"الثوار على الأرض لا يثقون بروسيا وهم يثقون بأن وقف إطلاق النار لن يستمر وأن الهدنة سوف تنهار لكن ما نراه أن روسيا أحوج لوقف إطلاق النار من الهدنة لأن روسيا دفعت تكاليف كبيرة في الحرب واقترفت جرائم كثيرة وتعي تماماً أنه سيأتي اليوم الذي تفتح فيه هذه الملفات".
وأضاف العميد الجباوي قائلاً:" تحاول روسيا الاقتراب من فصائل الإسلام السياسي عبر تركيا لتحصل على الحليف البديل في حال غاب الأسد ولا ننسى أن تمرير القرار الروسي في مجلس الأمن فرض على روسيا العمل بشدة لتثبيت الهدنة لتكون من بعدها مفاوضات تفضي إلى إيجاد حليف بديل لروسيا".
وتابع قائلاً:" نظام الأسد وإيران وغيرهما من الدول التي لها ميليشيات على الأرض باتوا واثقين بأن روسيا ستفعل كل ما بوسعها لتقود العملية السياسية في سوريا وأنها ستفرض عليهم كل ما من شأنه إنجاحها حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة الميليشيات ونظام الأسد".
وأشار العميد الدكتور ابراهيم الجباوي إلى أنه " لا يوجد أي تنازلات في المفهوم المطلق لكن ربما هناك توافق وتفاهمات في ملفات خارج سوريا كملفات الطاقة إلى جانب ملف الأكراد داخل تركيا وداخل سوريا وتوافقاتها بالمقابل مع ملفات الشيشان وغيرها" منوهاً أن " موضوع العلاقة الروسية التركية أكبر بكثير من الملف السوري ولا يمكن أن يكون نتيجة له بل العكس فإن العلاقة التركية الروسية في الملف السوري مبنية على أساس العلاقة الكبيرة والمعقدة في ملفات متشابكة بين البلدين".
ولفت مدير الهيئة السورية للإعلام إلى أن "تقسيم سوريا أو عملية فدرلتها سياسياً يعرض مصالح الدول الفاعلة في الملف السوري وخاصة المجاورة لها للخطر ما يجعل تقسيمها غير وارد ولن يتم ذلك وبصورة أخرى يمكن القول أن الجيوبولوتيكيا أو الجغرافية السياسية تفرض الإبقاء على سورية دولة موحدة وهذا من الناحية السياسية أما إدارياً فالوضع مختلف والرؤية ستكون حول الإدارة المحلية ومنح سلطات إدارية للأقلية على حساب السلطة للكل وبالتالي سيكون هناك لا مركزية إدارية وهي ما يتفق عليه حالياً كل الأطراف".
وندد مدير الهيئة السورية للإعلام بالصمت الواضح وغير المبرر من قبل المجتمع الدولي الذي فقد ثقة الشعب السوري والكل يرى أنه الأمر بات واضحاً من خلال الرعاية الدولية للكثير من عمليات الحصار والتهجير التي ارتكبت بحق أبناء هذا الشعب".
وختم ابراهيم الجباوي مدير الهيئة السورية للإعلام بالتأكيد على حتمية انتصار الشعوب في نهاية المطاف وأن الحرية والعدالة الاجتماعية التي خرج من أجلها الشعب السوري ستتحقق لا محالة مؤكداً أن كل الزبد الذي طفى على سطح الثورة والتيارات الشاذة عن فكر المجتمع السوري سوف تتلاشى ولكن بمزيد من الدماء".
يذكر أن الهيئة السورية للإعلام مؤسسة إعلامية متخصصة في تغطية أحداث وتطورات الثورة السورية بشقيها العسكري والمدني وتعد نافذة إعلامية لفضح جرائم نظام الأسد وممارساته ضد الشعب السوري حيث يعمل فيها فريق من الصحفيين و الناشطين الإعلاميين.