كما رأينا وشهدنا بأنفسنا ولم ينقله إلينا أحد أو قيلاً عن قال، لو أن بوصلة الجيش الحر كانت موجهة بالشكل الصحيح باتجاه معاقل النظام في دمشق والساحل لكنا احتفلنا بسقوطه ربما في النصف الثاني من 2012 عندما سقطت خلية الأزمة وكان الطريق سالكاً باتجاه القصر الجمهوري ولم يدرك الجيش الحر أهمية تلك الفرصة وأنها قد لا تتكرر، أو بعد ذلك بعام أي 2013 قبل أن تبدأ ميليشيات حزب الله بالتوافد لإنقاذ النظام الذي كان أيلاً للسقوط، أو في 2014 قبل أن ترسل إيران الميليشيات الطائفية لدعم قوات النظام المتهالكة، أو في 2015 قبل أن تتدخل روسيا بشكل عسكري مباشر وعاجل بكل قوتها وألتها العسكرية الضاربة المدمرة.
يعرف السوريون جميعهم أين يمكن أن يسفط النظام ويصاب في مقتل، يعرفون أنه يسقط في دمشق والقرداحة لا في الرقة ودير الزور أو إدلب، لكن كتائب الجيش الحر والكتائب والفصائل الكثيرة التي جاءت من بعده أضاعت البوصلة ونسيت مهمتها الأساسية وانشغلت بمهام مستجدة باتت في حكم الأولوية لديها، باتت إدارة المعابر والبحث عن مغانم ومكاسب هي الهدف والغاية لديها، تعددت راياتها وتكاثرت وتشعبت شعاراتها ومناهجها، ومن ثم حصل بينها الاحتراب لتأكيد الباطل من الصواب لكن ذلك كله لم يكن ضد النظام، وباتت اجهزة تحكم من غرف مغلقة بعيدة هي التي تتحكم بتحركات الكتائب والفصائل ولم يكن سوريون صادقون أو أصدقاء مخلصون للثورة هم من يمسكون بأجهزة التحكم تلك للأسف، بل باتت تلك الغرف مسرحاً خفياً لتحقيق مصالح الأخرين من خلالنا نحن.
ليست مجرد أماني ليس لها واقع يا سيد لافروف، فهناك ما يؤكدها بالدليل القاطع، نحن من أضعنا فرص إسقاط النظام ولم ينقذه أحد، أعلن حسن نصر الله أن النظام كان سيسقط بكل تأكيد لولا تدخل قوات حزب الله، ثم أعلن بعده قاسم سليماني أن الميليشيات الطائفية الشيعية هي من حمت النظام من السقوط، وها أنت أخيراً تعلن بوضوح لا لبس فيه أن النظام كان سيسقط خلال أسبوعين أو ثلاثة لولا تدخل قواتكم السريع والعاجل.
نعم نحن خسرنا فرص إسقاط النظام واحدة إثر أخرى عندما أضعنا بوصلة العمل العسكري، وها نحن الأن نضيع بوصلة العمل السياسي ونتخلى عن ثوابت ثورتنا واحدة إثر أخرى، كنا نضع الشروط ولا نقبل سوى بتحقيقها كاملة غير منقوصة فتحولنا الأن للقبول بما يملى علينا لكن مع نقاش واعتراض شكلي ثم مع قليل من المماحكة قبل إعلان الموافقة، وربما شعار المرحلة المقبلة لدى المفاوضين خلع رداء الخجل والابتعاد عن النقاش والجدل والموافقة على كل شيء على عجل.
نعم يا سيد لافروف … نحن أضعنا فرص إسقاط النظام عسكرياً وسياسياً ولم تكن هناك قوة تستطيع إنقاذه لولا ما ارتكبته أيدينا من أخطاء وآثام …. ولكن الثورة لم تنتهي بعد يا سيد لافروف ولن تنتهي سوى بإسقاط النظام وطرد كافة قوات الاحتلال من سورية وتحقيق أهداف الثورة كاملة غير منقوصة…فانتظر يا لافروف…إنا منتظرون … والشعب السوري صبره طويل..