انعكس انخفاض سعر الليرة التركية بشكل مباشر على السوريين الذين يعملون في المصانع و المشاغل بشكل غير قانوني (دون إذن عمل).
و اشتكى الكثير من العمال من عدم تقاضيهم رواتبهم منذ أن بدأ التدهور الكبير و المتصاعد لليرة التركية قبل أشهر.
و قال سامر الأحمد، و هو لاجئ من مدينة حمص، و يعمل في مصنع للفلين بمدينة قيصري وسط تركيا:”لم أتقاض راتبي منذ 3 أشهر. صاحب المعمل يقول إنّه لا يملك المال، لكن المبيعات لدينا لم تتوقف، إنه يكذب”.
و رأى أبو محمد، القادم من حلب، و الذي يعمل في مشغل للنسيج بإسطنبول أنّ أصحاب المعامل الأتراك يستثمرون أموالهم في البنوك، و يتحفظون على أموال العمال لتحقيق أكبر مكسب ممكن.
و قال أبو محمد إنّ ربّ عمله أخبره أنّه حول كل أمواله إلى الدولار الأمريكي، و هو يستثمرها في البنك، و لا مصلحة له في سحبها “من أجل رواتب”.
أحمد سعد الدين يعمل مع أكثر من ثلاثين سوريًا في مصنع كبير للسجاد بمدينة غازي عنتاب، يقول إنّ أحدًا من العمال لم يحصل على راتبه منذ 3 أشهر، و قد هددهم مدير المعمل بأن من يترك العمل لن يحصل على أجرته أبدًا.
و يستغل بعض أصحاب العمل في تركيا حاجة اللاجئين السوريين للعمل، فيستقدمونهم للعمل في مصانعهم مقابل أجور متدنية، و دون تأمين صحي، بسبب صعوبة حصول اللاجئ على إذن للعمل يضمن له حقوقه.
و بلغت قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي مستويات قياسية انخفاضًا، حيث سجلت سعر 3.93 ليرة للدولار الواحد، و هو رقم تاريخي.
و عزت الحكومة التركية هذا الانخفاض إلى “هجوم اقتصادي منظم لجماعة الخدمة التي يديرها فتح الله غولن الهارب إلى الولايات المتحدة”، إضافة إلى الهجمات الإرهابية و التفجيرات التي ضربت مناطق مختلفة في البلاد.