اندلعت “حرب كلامية” على الملأ بين فراس و دريد، نجلي رفعت الأسد، عم بشار الأسد، رأس النظام في سوريا، تراشقا فيها الاتهامات على خلفية نشر فراس لمذكرات “تمس” والده على موقع الفيسبوك.
و قال فراس إنّ شقيقه دريد، قد وجه له تهديدًا مباشرًا بـ “حفر قبره” بسبب نشر مذكرات والده رفعت، مؤكدًا على نيته المضي في كتابة المذكرات “التي تحتاج لثلاثة أعوام”.
و طالب فراس نظام بشار الأسد بإمهاله عامًا واحدًا “لكتابة الجزء الأهم من ذكرياته”، و قال:” بعد ذلك سوف أذهب معكم إلى مكان القبر، وسوف أساعدكم بالحفر لو أردتم، علّ ذلك يخفف شيئا من ذنوبكم”.
و دافع فراس عن موقفه من نشر المذكرات و قال إنّ ” جزءا كبيرا من ذكرياتي هو حق مشروع لكل مواطن سوري، لكل أم شهيد، ولكل ابنة شهيد، ولكل الذين سقطوا على هذه الأرض من ضحايا الظلم والقهر والاستبداد”، منوّهًا إلى أنّ حلمه هو أن “يُكتب التاريخ بون تزوير”.
و خطاب فراس أخاه دريد بالقول:” بدل أن تحفروا قبري.. تعالوا لنبني سويا مجد الحقيقة… بس إذا أصرّيتوا على قصة الحفر فأنا عندي وصيّتين، أول وحدة بدي القبر يكون مرحرح شوي، أنا من طول عمري بكره نام بمكان ضيّق، و تاني وحدة أولادي، أولادي ما إلهم من بعدي غير ربنا سبحانه وتعالى، وصيّتي أن تتركوهم وشأنهم ولا تقتربوا منهم أبدًا”.
و تضمنت المذكرات التي بدأ فراس بكتابتها تباعًا في الآونة الأخيرة على معلومات حول والده رفعت و علاقته بأجهزة الأمن الفرنسية، كما تحدث فيها عن الانتهاكات التي تتم بحق المعتقلين في سجون النظام.
و نفى دريد اتهامات أخيه ووصفها بـ “الكذب”، و قال:” شفت بكذبك خيي فراس لوين وصلتنا؟! شفت افتراءك عليي وتقويلي شي ما قلتو شفت لوين ودانا؟! كلو لأنك افتريت كذبا ونفاقا عن لساني واتهمتني إني عم هددك بحياتك وحياة أولادك”.
و أضاف:” هل تعلم الآن ماذا فعلت بافترائك عليّ زورا وبهتانا؟ هل تعلم بأنك تؤلب القتلة والفجرة وتدفعهم لأذيتي أو أذية عائلتي؟! أم أنك لا تعلم؟! إلى هذه الدرجة وإلى هذا الدرك وصلت يا فراس؟!”.
و اعتبر دريد أنّ حديثه لأخيه يهدف إلى ردعه عن نشر مثل هذه المذكرات التي يتعرض فيها لأبيه و أشقائه، و لإقناعه بالعودة إلى “حضن الوطن”.
و قال:”إنّ باب التوبة مفتوح لمن يحب، كلنا مستعدون للوقوف إلى جانبك و معك لكن دون أن تسيء إلينا أو لوالدنا الحبيب”.
و ختم منشوره بتهديد أخيه بالقول:” أما إنو اتركك تتطاول على الآخرين وأترك لك الحبل على الغارب، خسئت وألف خسئت، وبرجع بقلك إني في حال استمرارك تأكد إنو رح كون وراك وجردك من كل أكاذيبك وريائك وافتراءاتك، تأكد”.
و انشق رفعت الأسد عن أخيه حافظ الأسد عام 1985 و فرّ إلى فرنسا حاملًا معه ثروة كبيرة، و كان مسؤولًا بشكل مباشر عن الانتهاكات الفظيعة التي وقعت أثناء قمع الحراك الشعبي في حماه و حلب أوائل الثمانينيات.