تعرض فرنسوا فيون مرشح حزب يمين الوسط لانتخابات الرئاسة الفرنسية لهزة عنيفة بعد الفضيحة المالية التي تتحدث عنها باستمرار وتتعلق بأموال تم صرفها لزوجته باعتبارها موظفة مساعدة له كعضو في البرلمان، وجاءت الحملة ضد فيون في توقيت صعب وحرج بعد فوزه في ترشيح حزبه بعد معركة صعبة وطويلة تنافس فيها مع نيقولا ساركوزي الرئيس الفرنسي الأسبق وألان جوبيه رئيس الوزراء السابق، وبات حزب في موقف محرج بانتظار انتهاء مهلة لخمسة عشر يوماً التي طلبها فيون لإثبات براءته من التهمة ويبدو ذلك صعباً بعد أن تم بث مقابلة تلفزيونية قديمة مع زوجته تعود لعام 2007 تؤكد فيها أنها لم تعمل يوماً ما مساعدة لزوجها، وفيما بقي لموعد الانتخابات الرئاسية أقل من ثلاثة أشهر أظهرت استطلاعات الرأي أن 69% من الفرنسيين يعتبرون فيون مذنباً بينما يريد 50% من أعضاء حزبه تقديم مرشح بديل عنه وهو الأمر الذي قابله جوبيه بالرفض لأن يكون مرشحاً بديلاً الذي كان منافساً لفيون في الجولة الأخيرة من سباق الترشيح، بينما أيد ساركوزي فكرة تقديم مرشح بديل عن فيون ويبدو أنه يريد أن يعود من جديد للسباق الرئاسي.
طلب فيون من أنصاره دعمه في مقاومة الحملة ضده التي اعتبرها مدبرة ضده من جهات عليا في الدولة ومن أحزاب اليسار، ولكن وضعه القانوني ليس قوياً بما فيه الكفاية ليستطيع انهاء الملف لصالحه ويحصل على البراءة.
من جهته فإن حزب الجبهة الوطنية المتطرف يعاني من قضية مالية مماثلة هو الأخر طال رئيسة الحزب ماري لوبان من خلال توظيف مساعد وهمي لها في البرلمان الأوروبي هي صديقتها كاترين غريزيه لكن الاتحاد الأوروبي وجد أنها تعمل لفائدة الاتحاد الأوروبي لكن لوبان رفضت إعادة المبالغ التي تجاوزت 300 ألف يورو مما سيدفع الاتحاد الأوروبي لخصم 50% من راتبها في البرلمان الأوروبي اعتباراً من الشهر القادم.
ينتظر أن يكون المرشحان بينوا أمون عن الحزب الاشتراكي وإيمانويل ماكرو عن حركة en march الناشئة هما الأكثر سعادة بتعقد موقف مرشحي اليمين الصعب وسيعملان للاستفادة لكسب المزيد من الرصيد الشعبي والحصول على فرص أكبر في الفوز بسباق الرئاسة، ويبدو أنهما يحققان المزيد من المكاسب بالفعل رغم أنهما لا يعتبران بين السياسيين المخضرمين وهناك رغبة لدى الفرنسيين بتقديم وجوه جديدة تستطيع إخراج البلاد من مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة بعيداً عن خطابات مرشحي اليمين التي تتلاقى مع سياسات الرئيس الأمريكي ترامب.
يحتاج مرشح حزب اليسار الاشتراكي هامون لتلقي دعم واضح من قيادات الحزب التقليدية بعد حصوله على دعم واسع من شباب الحزب، ويحظى ماكرو هو الأخر بدعم واسع من الشباب وشهدت مهرجاناته الانتخابية حشوداً كبيرة عملت بحماس كبير.
بكل الأحوال لا يمكن حسم الانتخابات الفرنسية من الجولة الأولى وكان التوقعات تصب في خانة يدور انتقال لوبان ومرشح أخر للجولة الثانية قد يكون فيون أو ماكرو، ولكن الصعود القوي لهامون واستمرار تقدم ماكرو قد يغير المعادلة تماماً هذه المرة وقد لا تصل لوبان للجولة الثانية لأول مرة في تاريخها وهو ما توقعه والدها جان مؤسس الحزب. فهل يمكن القول أن فرنسا بانتظار رئيس شاب هذه المرة.
بانتظار استطلاعات رأي جديدة تبين التحولات في اتجاهات ومزاج الناخبين الفرنسيين، ولكن ربما تبرز تطورات و مفاجآت تغير المشهد في اللحظات الأخيرة وهو أمر لم يعد مستبعداً بعدما حصل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، وإن يكن اليسار هو المستفيد حتى الأن من الهزات التي يتعرض لها يمين الوسط واليمين المتطرف.