هل انتقمت روسيا لمقتل طيارها بقصف تجمع للجنود الأتراك “بالخطأ” شمال سوريا؟

أعلن الجيش التركي الخميس 9 شباط/فبراير، عن مقتل ثلاثة من جنوده، إثر تعرض مبنى تستخدمه القوات الخارجية المشاركة في درع الفرات للقصف من طائرات روسية شرق حلب.

و سرعان ما أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتصالًا هاتفيًا بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، قدم فيه تعازيه و ألقى باللوم على “ضعف التنسيق العسكري المشترك” بين موسكو و أنقرة.

و رغم أنّ وسائل الإعلام التركية و الروسية ساقت الأمر على ما تم التصريح به رسميًا، رأى قائد عسكري ينضوي في قوات “درع الفرات” أنّ الهجوم على المبنى قد يكون مقصودًا.

و قال القائد الميداني في تصريحات رفض فيها الكشف عن هويته، إنّ المبنى الذي تعرض للقصف كان يدل بشكل لا لبس فيه إلى تبعيته لقوات تركية، بسبب الآليات التي كانت في محيطه، و هي آليات عسكرية لا يمتلكها تنظيم الدولة، و معظمها يرفع العلم التركي.

و أوضح القائد أنّ احتكاكه مع الجنود الأتراك في ميدان القتال أفضى إلى تشكيل قناعة لديه بكره الجيش التركي للروس، و هو كره متجذر في نفس العنصر التركي بخلاف الخطابات السياسية التي “قد تكون مخادعة و ذات أهداف” بحسب قوله.

و رأى القائد الذي تنخرط عناصر تشكيله في معركة درع الفرات أنّ الهجوم الذي أدى أيضًا إلى جرح 11 جنديًا، أتى “كيديًا انتقاميًا” لإسقاط القوات التركية الطائرة الروسية في 24 نوفمبر/2015 شمال سوريا.

و أوعز الجيش التركي لقواته و لقوات المعارضة السورية بتسريع عملية السيطرة على مدينة الباب، و أتى ذلك بثمار واضحة خلال الأيام الثلاثة الماضية، مع دخول المقاتلين إلى أطراف المدينة التي يتحصن فيها تنظيم الدولة.

و يأتي قرار تسريع الحسم تزامنًا مع تقدم ملحوظ لقوات الأسد و الميليشيات الأجنبية المساندة له، بعد أن سيطرت على عدد كبير من القرى جنوب غرب المدينة.

أضف تعليق