هل ستفتح تركيا جيبًا عسكريًا جديدًا وسط مناطق تسيطر عليها الميليشيات الكردية شمال سوريا؟

حققت قوات درع الفرات المدعومة بقوات خاصة من الجيش التركي، تقدمًا ملحوظًا في مدينة الباب خلال اليومين الماضيين، حيث تمكنت من نقل الاشتباكات إلى داخل المدينة، و سيطرت بالفعل على عدة نقاط هامة من بينها مشفى الحكمة.

و قال ناشطون ميدانيون إنّ الطيران التركي كثّف من غاراته الجوية على المنطقة الغربية من مدينة الباب منذ صباح اليوم، وسط اشتباكات عنيفة تخوضها قوات درع الفرات مع عناصر التنظيم في الجبهات الشمالية و الشرقية.

و تداولت وسائل إعلام تركية اليوم الجمعة أنباء عن نية تركيا تمديد معركة درع الفرات و توجيهها بعيدًا عن جيش الأسد، باتجاه مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الأبرز في سوريا. و قالت صحيفة يني شفق في تقرير على موقعها الالكتروني، إنّ المسافة التي تفصل الحدود التركية عن محافظة الرقة انطلاقًا من المناطق المحررة مؤخرًا تبلغ 210 كم.

و ينضوي تحرك القوات البرية في هذه المنطقة على مخاطر كبيرة (بحسب التقرير) بسبب وجود جيش الأسد على امتداد جغرافي كبير حققه مؤخرًا من جهة، و وجود الميليشيات الكردية على الجانب المقابل من جهة أخرى.

و قال التقرير إنّ أنقرة طرحت على طاولة النقاش مع مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية الجديد، مايك بومبيو، موضوع تمدد معركة درع الفرات لتشمل مدينة الرقة، يوم أمس.

و أكد المسؤولون الأتراك لبومبيو الذي اختار تركيا لتكون أولى وجهاته الخارجية أنّ حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، و إنّ التقدم نحو الرقة سيعني بالضرورة فتح نقطة دخول أخرى (قرب تشانيل كالي) تشطر الكيان الكردي إلى شطرين، ما يعني تشتت الحلم الكردي الانفصالي إلى 3 مناطق جغرافية، هي الحسكة، منبج و بضع الكيلومترات شرق الفرات، و عفرين.

و كان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، قد صرح يوم أمس بأنّ قوات درع الفرات مستعدة للتوجه صوب الرقة بعد “تطهير” مدينة الباب من وجود تنظيم الدولة، و سبقه في تصريحات مماثلة مواطنه وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.

و لم تقع اشتباكات تذكر بين قوات درع الفرات و الميليشيات الكردية في المناطق المحررة شمال سوريا، رغم وجود خط تماس طويل بين هذه القوات و من جهتين اثنتين، بينما سجلت حالة اشتباك وحيدة بين قوات درع الفرات و ميليشيات الأسد شمال غرب الباب.

و تهدف تركيا من عملية درع الفرات إلى منع قيام كيان كردي على حدودها الجنوبية، و صرحت حين بدء المعركة أنّ الهدف الرئيسي هو حفظ الأمن القومي التركي، و منع تقسيم سوريا.