قبل أن تنتهي زوبعة ما سمي بمنصات موسكو والقاهرة والأستانة وحميميم..وبلاد الواق الواق، خرج علينا لؤي حسين صاحب تيار بناء الدولة هو وشريكته أو زوجته..؟ منى الغانم بالدعوة لاجتماع في بيروت يضم بعض الأشخاص الكومبارس الذين يعتقدون أن بإمكانهم لعب دور ما، مع أنهم لو دققوا جيداً لعرفوا وفهموا أن الأجهزة الأمنية التي يتبعون لها تحركهم كما تريد وفي التوقيت والمكان المناسب لأجندة النظام.
لا غضاضة في الحديث وتوجيه الاتهام بشكل مباشر لحضور اجتماع لؤي حسين الجديد، فيكفي أن تكون بيروت مقراً لأي نشاط ليتحول إلى مشبوه ومدان في ظل سيطرة كاملة لحزب الله على كافة مفاصل ما كان يسمى دولة لبنان بدءاً من المطار إلى رئاسة الجمهورية والحكومة، فكيف لو كان ما يجري باسم معارضة النظام الذي راهن حسن نصر الله بكل شيء على انقاذه من السقوط.
الأكثر صفاقة في جماعة بيروت هو ركوبهم موضة العلمانية التي نص الدستور الروسي لسوريا عليها وهم يعتقدون أنهم يمكن أن يتحولوا كدعاة للعلمانية بل ورعاة لها بمجرد أن يخلعوا ألبستهم القديمة ويلبسوا أثواب العلمانية المفصلة في موسكو التي وللأسف تشتهر بتصنيع السلاح وتفشل في الموضة لأن جميلاتها لا يحتجن الثياب أثناء ممارسة أعمالهن.
ما يثير السخرية لا بل والشفقة كذلك أن لؤي حسين جرب كل المبادرات وتنقل بين المعارضين والهيئات منذ سميراميس وما قبلها وبعدها، ولم تستمر محاولاته دائماً حتى النهايات ويبدو أن اختصاصه المفضل الدخول في أي لعبة لتخريبها فقط ومن ثم الانتظار حتى يتم تكليفه بلعبة أو مهمة جديدة.
يريد لؤي حسين أن يلتحق بغيره من الأشاوس الذين أشادوا المنصات،فقد صنع قدري جميل منصة موسكو، وجهاد المقدسي منصة القاهرة، ورندا قسيس منصة الأستانة، وحتى اليان مسعد نجح في تشكيل منصة حميميم، وهو لا يزال ينتظر دوره في صناعة منصته الخاصة ويتملكه العتب والغضب من عدم تقديرهم مواهبه الخارقة في تمثيل دور معارض شرس.
يشعر لؤي بالحزن لأنه تأخر كثيراً في إنجاز منصته الخاصة ولم تعد تكفيه دكانة تيار بناء الدولة للابتزاز السياسي والدخول كما يعتقد في قواعد لعبة المفاوضات كطرف يضع يساهم في بناء سورية الجديدة حسب البضاعة المتوفرة في دكانه.
من إنجازات لؤي حسين المشهودة معركة العلم حيث استطاع بفضل صموده إجبار رئيس الائتلاف على إزاحة علم الثورة إلى أقصى المنصة، وهذا يعتبر عملاً غير مسبوق لأي معارض فذ أخر.
تنبؤات لؤي حسين تفوق ما فعله نوستراداموس بكثير، فما يقوله حسين يتحول بمعظمه إلى وقائع بينما لا تكون الدلائل مشيرة إلى ذلك، فإما أن يكون لؤي من أصحاب النبوؤات فعلاً أو أنه يوحى له من أجهزة الاستخبارات وتصله كامل السيناريوهات التي يتم ترتيبها مع تفاصيلها.
لن ينتهي أو يتوقف حديث المنصات الخشبية منها أو الزجاجية وهي ليست منصات لإطلاق الصواريخ بطبيعة الحال، وسيتم الزج بمن تبقى من أسماء محروقة لتشكيل المزيد منها وربما الصعوبة تكمن الأن في البحث عن مدن لإطلاق المنصات بعد أن ارتبطت كل منصة باسم المدينة التي أطلقت منها، وربما ما سنشهده فقط هو التغير في تكتيك إطلاق المنصات قريباً بعد انتهاء الأجهزة المعنية التي أطلقتها من دراسة التجربة وتقييمها.
ليس مهماً ما سينتج عن اجتماع بيروت لصاحبه حزب الله ومنفذه لؤي حسين وشلة المتسكعين الباحثين عن دور حتى لو كان الجلوس على خازوق على حساب دماء السوريين وتضحياتهم، في النهاية هو ليس أكثر من لاعب باتت كل ألاعيبه مكشوفة ومفضوحة، ولا يمكن أن يكون له أي دور حتى على المقاعد الاحتياطية وهذا شيء بديهي عندما يحين وقت الجد في نهاية اللعبة.