هل يتحول حزب الله إلى نسخة مشرعنة عن الحرس الثوري في لبنان؟ – مرآة سوريا

أثارت تصريحات الرئيس اللبناني الجديد، ميشيل عون، عن الجناح المسلح لحزب الله، تخوفات داخل الأوساط الداخلية اللبنانية و الخارجية العربية، في وقت يزداد فيه امتلاك الحزب للسلاح عبر انخراطه في الحرب إلى جانب نظام الأسد في سوريا.

و لطالما كان سلاح حزب الله محط اختلاف الفرقاء اللبنانيين، حيث يطالب الطيف الأوسع منهم بتجريد الحزب من سلاحه، و حصر امتلاك السلاح داخل الدولة اللبنانية بيد قوات الجيش و الأمن فقط.

و قال عون في تصريحات مثيرة للجدل إنّ سلاح الجناح العسكري للحزب مهم للحفاظ على أمن لبنان، ما يضفي الشرعية على امتلاك الحزب للسلاح.

و إضفاء صفة الشرعية على سلاح الحزب يعني تحوله إلى نسخة طبق الأصل عن الحرس الثوري الإيراني، أو الحشد الشعبي الشيعي في العراق.

و يقول الإعلامي اللبناني المغترب ميشيل رمو لـ مرآة سوريا إنّ تنامي شرعية سلاح حزب الله داخل لبنان يعني بالضرورة تقليص أهمية و فعالية الجيش اللبناني و قوى الأمن الحكومية، و ذلك سيعني أنّ لبنان سيتحول إلى “حظيرة” يقودها حسن نصر الله بأوامر إيرانية.

و أبدى رئيس حركة التغيير اللبنانية، إيلي محفوض، انزعاجه من تصريحات عون، و قال في تصريحات صحفية إنّ “إن البعض سيستغل المواقف الأخيرة لتأسيس معادلة جديدة في لبنان، لتحويل حزب الله إلى تنظيم لبناني شرعي، كما هو الحال في إيران والعراق”.

و أضاف محفوض أنّ ” سلاح الحزب المنفلت وتحت ضغطه، اضطر فريق الرابع عشر من آذار إلى تقديم تنازلات في أكثر من مرة”.

و يرى مراقبون أنّ تصريحات عون تأتي للضغط على دول الخليج، و على المملكة العربية السعودية تحديدًا لرفع الضغوطات السياسية عن لبنان و إعادة تفعيل المنح المالية، باعتبار أنّ الحزب يلقى رفضًا من معظم الدول الخليجية التي تخشى أن يخرج لبنان من دائرة تأثيرها إلى إيران عبر حزب الله.

يذكر أنّ عون قال في مقابلة مع محطة “سي.بي.سي” التلفزيونية المصرية الأسبوع الماضي إن سلاح حزب الله لا يتعارض مع الدولة و هو جزء مهم من الدفاع عن لبنان.

و أضاف:”طالما أن الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة إسرائيل فنحن نشعر بضرورة وجود هذا السلاح لأنه مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه”.

أضف تعليق