أقامت جمعية النهضة العلمية السورية في ولاية أديامان “جنوب شرق تركيا” مسرحية للأطفال بعنوان “لن تموت البراعم” وذلك بالتعاون مع مركز رعاية الشباب التابع لوزارة الرياضة والشباب التركية حيث جسدت المسرحية الواقع الأليم الذي عاشه السوريون وعكست أسمى معاني الألفة والعلاقات الحميمة بين الشعبين السوري والتركي.
وتتألف المسرحية من أربعة مشاهد حزينة تحكي قصصاً مأساوية عاشها الشعب السوري وخاصة جيل الأطفال وانتهت بتقديم لوحة فنية رائعة أداها 20 طفلاً سورياً أظهرت الرغبة في زرع الأمل في نفوسهم رغم الألم والمعاناة.
وأكد عامر النمر رئيس جمعية النهضة العلمية السورية وعضو المتابعة والاهتمام في وزارة التربية التركية في تصريح خاص لموقع مرآة سوريا على أن “الهدف الرئيسي من هذا العمل المسرحي هو تعريف الناس بما يجري للشعب السوري من مآس وآلام وخاصة الأطفال الذين عايشوا الظلم والقهر وويلات الحرب إضافة إلى تسليط الضوء على الواقع التعليمي للسوريين خاصة في تركيا وتحقيق أكبر عدد من المشاهدين من خلال المضمون”.
وأشار النمر إلى فكرة جمعية النهضة العلمية السورية التي تقوم على التفاهم الإنساني والتواصل مع الآخرين ونقل التجارب والخبرات” لافتاً إلى دور الجمعية في “تغطية الواقع من مناهج وأفكار خاطئة ما جعلها تركز في عملها على نشر الوعي والثقافة وكان لها أثر واضح وسمعة طيبة في تركيا والبلدان العربية”.
وأوضح النمر أن “صورة الطفل عمران الذي تم انتشاله من تحت الأنقاض وجلس ينظر إلى جسده مبهوتاً ودماؤه تسيل وحالات أخرى مشابهة دفع للاهتمام بالجانب الثقافي الذي كان له الأولوية في عملنا من خلال عدة مسرحيات سابقة وقررنا تنفيذ هذا العمل المسرحي “لن تموت البراعم” لأننا نعتقد أن المسرح يجسد ثقافة الواقع وثروة أبدية تبقى للأجيال القادمة”.
وعن مضمون المسرحية قال رئيس جمعية النهضة العلمية السورية :”المسرحية تنقسم إلى قسمين رئيسين حيث تجري أحداث القسم الأول في سوريا ويعطي صورة من وحي الواقع الذي عاشه الأطفال لأن أغلب الممثلين الذين جسدوا شخصيات المسرحية ممن عانوا من الأوضاع في سوريا وشاهدوا كل ألوان القتل والتهجير وأما القسم الثاني فيهدف إلى تسليط الضوء على واقع السوريين في تركيا وخاصة التعليمي مع إظهار عروض الشكر لكل من مد يد العون والمساعدة للسوريين”.
من جهته أشار المهندس محمود أحمد مؤلف ومخرج المسرحية إلى أن “الأطفال خرجوا من قلب المعاناة ليعبروا عن صور القتل والقهر والحرمان التي عكستها الحرب في بلادهم فكانت فرصتهم للبوح بكل ما يجول في خاطرهم من مأساة ومرارة الغربة وفقدان التعلم”.
وأكد المهندس أحمد سعي الجمعية من خلال هذا العمل لإظهار الواقع الصعب لأطفالنا في سوريا باعتبارهم الضحية والخاسر الأكبر في هذه الحرب الني لا ذنب لهم فيها منوهاً إلى أن العالم يجب أن يعير انتباهه إلى الحالة المؤلمة والقاسية التي يعيشها الطفل السوري فكانت تلك المسرحية المعبرة في سبيل إيصال رسالة هامة إلى العالم الذي وقف متفرجاً وهو يرى كيف يقتل أطفالنا “.
وكانت مسرحية “لن تموت البراعم” قدمت عرضها باللغتين العربية والتركية واستخدمت فيها الترجمة بطريقة غير كلاسيكية لأول مرة وسيتم عرض المسرحية في عدد من الولايات والمدن التركية بالتعاون مع الجهات الرسمية التركية بدءاً من عرضه في مدينة كليس.
والجدير بالذكر أن جمعية النهضة العلمية التي تأسست عام 2014 في مدينة أديامان جنوب شرق تركيا تعد من أهم الجمعيات العلمية في تركيا غير المهتمة بالإغاثة المادية والعينية فقد كان جل اهتمامها بالإغاثة الفكرية والمعرفية البحتة وتعنى أيضاً بالبحث العلمي والثقافي وتقدم خدمات الدعم عبر التأهيل والتدريب لمختلف شرائح المجتمع.