فوجئ الكثير من اللاجئين السوريين في عدد من المدن التركية بوصول رسائل من منظمة الهلال الأحمر التركي تتضمن رفضاً لطلباتهم المقدمة من أجل الاستفادة من كرت المنحة المالية الـ 100 ليرة تركية المقدمة من المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية في إطار “برنامج مساعدة الاندماج الاجتماعي للأجانب” المدار بالتنسيق بين الهلال الأحمر ووزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وجاء في معظم الرسائل الواردة أنه بعد تقييم الطلب المقدم لبرنامج دعم التضامن الاجتماعي للأجانب تم رفض الطلب وأنه يمكن تقديم طلب مرة أخرى.
وأكدت بعض الرسائل المرسلة إلى عائلات عدد أفرادها أقل من أربعة أشخاص على أنه وبعد تقييم الطلب وجدت غير مؤهل وأن منظمة الهلال الأحمر التركي سوف تحتفظ بالمعلومات الخاصة بك وتبلغك إذا كانت هناك فرص أخرى للحصول على المساعدة مشيرة إلى أنه في حال تغير عدد أفراد عائلتك يمكن التقديم مجدداً لبرنامج دعم التضامن الاجتماعي.
وزارة الأسرة هي الجهة الرسمية التركية التي عملت على دراسة الطلبات وتحديد من يحتاج إلى المساعدة ومن لا يحتاج إليها وأشارت الوزارة في عدة مناسبات إلى أن الأولوية لذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل والفقراء والعائلات التي ليس لديها معيل يقضي حوائجها فتأملنا خيراً.
وجرى توزيع استمارات تحتوي على عشرات الجداول والفراغات يتوجب على مقدم الطلب تعبئتها بالمعلومات الصحيحة والدقيقة والتي تركز على عدد الأولاد وأوضاعهم ودراستهم وحالة السكن والمنطقة التي يسكن فيها مقدم الطلب وأسئلة تتعلق بامتلاكه سيارة أو عقار أو حساب بنكي في تركيا والمصاريف السنوية والشهرية والتدفئة والمساعدات التي استفاد منها واسم المنظمات التي وزعت تلك المساعدات وأسئلة أخرى تخص كل شاردة وواردة في حياة مقدم الطلب.
وبرر أحد العاملين في منظمة الهلال الأحمر التركي خلال اتصال هاتفي مع موقع مرآة سوريا رسائل الرفض التي وصلت إلى الكثير من اللاجئين السوريين في عدد من المدن التركية بقوله:”إن سبب الرفض هو أحد تلك الشروط السابقة التي ذكرت أو أن بعض العائلات لديها معيل واحد أو اثنين والأولوية للعائلات ممن عدد أفرادها أكثر” مشيراً إلى ” أن الكثير ممن استفادوا واستلموا كرت الهلال الأحمر تطابقت معلوماتهم مع الشروط المطلوب تحقيقها للحصول على المساعدة وهذا ما حصل بالفعل”.
ولفت أحد العاملين في المنظمة إلى أن ” السوريين الذين رفضت طلباتهم ويشعرون بالظلم وأنهم على يقين بأحقيتهم في الحصول على المساعدة بإمكانهم التقدم مرة ثانية بطلب آخر وتحديث المعلومات بدقة وصدقية”.
وأكد عدد من اللاجئين السوريين ممن وصلته رسالة رفض في حديث لموقع مرآة سوريا أن البطاقات توزع بشكل عشوائي دون إجراء كشف على وضع المنزل وسير الحياة المعيشية فيه والبعض منهم بحالة مأساوية ولديه أطفال صغار لم يحالفه الحظ في الحصول على كرت الـ100 ليرة ما يترك الكثير من علامات الاستفهام حول الآلية التي تمت من خلالها دراسة وتقييم طلبات السوريين وفرزهم بين مؤهل وغير مؤهل للمساعدة وهل سيتم الوصول فعلياً إلى منح مليون لاجئ سوري ممن يستحقون تلك المنحة الأوروبية!.
و عبر آخرون عن استيائهم من آلية توزيع كرت الهلال الأحمر خاصة بعد تسليم الكرت إلى غير مستحقيه وأنهم على ثقة بأن “الفقير لا يستفيد من المساعدات التي تعطى للغني قبل الفقير ولمالك السيارة والتاجر والطبيب والمعلم دون البائس الفقير”، بحسب ما ذكره سوريون التقيناهم.
وكانت وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية فاطمة بتول قايا قد كشفت يوم الأحد 29 كانون الثاني الماضي عن منح 750 ألف لاجئ سوري في تركيا بطاقات الدعم المالي التي توزعها جمعية الهلال الأحمر موضحة أن الوزارة تستهدف توزيع البطاقات المذكورة على مليون لاجئ ممن يعيشون خارج المخيمات مع حلول نهاية 2017.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في الربع الأخير من العام الماضي عن تقديم دعم مالي لبرنامج مساعدة الاندماج الاجتماعي للأجانب بميزانية قدرها 348 مليون يورو بغية توفير الاحتياجات الأساسية من غذاء وملبس لمليون مواطن سوري ممن يعيشون خارج المخيمات في تركيا.
والجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي تعهد خلال القمة التركية الأوروبية المنعقدة في 299 نوفمبر/ تشرين ثان 2015 بتقديم 3 مليارات يورو لصالح اللاجئين السوريين في تركيا حتى نهاية 2017 كما تعهد خلال قمة ثانية انعقدت في 18 مارس/آذار الماضي بتقديم 3 مليارات إضافية حتى نهاية 2018 وذلك في حال نفاد الدفعة الأولى.