يستعد اليوم الاثنين 6/3/2017 قضاةٌ وحقوقيون سوريون لرفع دعاوى قضائية ضدّ طيار نظام الأسد الذي عثرت عليه السلطات التركية مصاباً في ريف مدينة أنطاكيا الحدودية مع سوريا إثر سقوط مقاتلته الحربية وهو يقصف المدنيين في مناطق بريف إدلب.
وينتظر أولئك القضاة والحقوقيون أن تسمح لهم السلطات التركية ممثلة بوزارة العدل التركية لتقديم الدعاوى ضد الطيار ومن ثم رفعها أمام القضاء التركي.
ويرى أصحاب الاختصاص والمهتمون أن إمكانية رفع الدعوى ضد الطيار متوفرة كون المدعي والمدعى عليه موجودان على أرض واحدة في تركيا ما يجعل القضية بحاجة لجمع الأدلة اللازمة حول الجرائم التي ارتكبها الطيار والأماكن التي قصف فيها وحجم الخسائر البشرية والأضرار التي لحقت بمكان تنفيذ الطلعات الجوية وهذا الأمر في غاية السهولة لأن السوريين يعرفون الطيار ولديهم معلومات كافية حوله إلا أن ما يؤخر رفع الدعوى موافقة الحكومة التركية.
وطالب ناشطون سوريون وإعلاميون بمبادلة الطيار محمد صوفان الذي يخضع للعلاج في مشفى أنطاكيا الوطني مع الضابط المنشق المقدم حسين الهرموش مؤسس لواء “الضباط الأحرار” الذي نشط في ريف إدلب الغربي واكتسح وسم “الهرموش مقابل الطيار” مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد 5 آذار 2017 مطالبين تركيا بالقيام بصفقة تبادل الهرموش مع طيار النظام الذي اعترف بأن طائرته انطلقت من مطار اللاذقية بهدف قصف مدن وبلدات إدلب المكتظة بالسكان المدنيين.
بينما أشار نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي أمس الأحد إلى أنه “من المبكر الآن الحديث عن تسليم قائد المقاتلة السورية التي سقطت السبت، إلى بلاده” موضحاً أن “حالة قائد الطائرة الصحية مستقرة ولا خطر على حياته ولا يزال يخضع للعلاج، والحكومة التركية ستتخذ القرار المناسب بعد الكشف عن ملابسات الحادث”.
ويخضع طيار النظام محمد صوفان للعلاج في مستشفى حكومي بمدينة أنطاكية وهو من قرية كفريا الموالية في ريف إدلب الشمالي تخرج من الكلية الجوية في الدورة “32” وأوقف قبل أعوام عن الطيران قبل أن يعاد في الآونة الأخيرة بحسب المراصد العسكرية التابعة لـ “الجيش الحر” في ريف حماة.
وكانت فرق الشرطة والدرك التركية عثرت الأحد على الطيار السوري على بعد حوالي 500 متر عن موقع مظلته بعد 9 ساعات من البحث حيث نقلته إلى مبنى قيادة الدرك بقضاء “ألتن غوز” وتم نقله إلى مستشفى هاتاي الحكومي للقيام بالإجراءات العلاجية اللازمة.
وسبق أن أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم يوم السبت الماضي “أن الطائرة الحربية السورية سقطت في منطقة “سامان داغ” (السويدية) في ولاية هاتاي التركية
وقال والي “هاتاي” إنه تم العثور على حطام الطائرة داخل الأراضي التركية في قرية “سامان داغ ” وهي قرية موالية لنظام الأسد في تركيا واستطاعت مراصد الجيش الحر أن تتابع أخبار الطائرة وتحركاتها من لحظة استهدافها وإصابتها وحتى لحظة سقوطها قرب الحدود التركية.
والجدير بالذكر أن “حركة أحرار الشام” أعلنت إسقاط طائرة “ميغ 21” تابعة لنظام الأسد كانت تحلق في سماء محافظة إدلب ونفذت عدة غارات جوية في الريف الشمالي للمحافظة.
وأكد ناشطون ميدانيون في ريف إدلب وإعلاميون أن الطيار أغار بالمقاتلة الحربية ميغ 21 على الأحياء الآهلة بالسكان في بلدات وقرى بريف إدلب قبل أن يحدث العطل التقني في الطائرة ما تسبب بسقوطها داخل الأراضي التركية وقفز قائدها بالمظلة.