كشفت دراسة أميركية حديثة، أن ممارسات مثل الرياضة والنوم الجيّد قد تفيد إلى حد كبير في التقليل من السلوك العدواني في المنزل والخلافات بين الأزواج، فممارسات مثل الرياضة والنوم الجيّد لا تعود بالنفع على الفرد فحسب بل على شريك حياته أيضا.
وتوصّلت الدراسة إلى أنّ ممارسة أيّ نوع من الرياضة مثل المشي السريع أو السباحة أو ركوب الدراجات، هي الطرق الأفضل للتخفيف من أيّ نقاشات حادة أو خلافات زوجية في البيت ناتجة عن إحباط وتوتر سببته ظروف وأحداث جرت خارج المنزل.
وأفادت الدراسة التي نُشرت في مجلة علم النفس التطبيقي، أنّ المشي السريع لمدة 90 دقيقة أو السباحة لفترة ساعة كاملة قد تساعدك على ترك مشاكل العمل في المكتب، بدلاً من حمل عبئها النفسي طوال الوقت واصطحابها معك إلى البيت لتدخل في خلافات ومشاكل مع الشريك.
تابع الباحثون مجريات أحداث اليوم على مدى أسبوع كامل لقرابة 118 طالبا من طلاب ماجستير إدارة الأعمال والذين يعملون في وظائف بدوام كامل، فوجدوا، بعد مراقبة أنماط نوم المشاركين ونشاطهم الجسدي النهاري، أنّ الموظفين الذين سجلوا ما معدله أكثر من 10900 خطوة مشي يومية، كانوا الأقل عرضة للدخول في خلافات مع شركائهم من الذين مشوا بمعدل أقل من 7000 خطوة يومياً، وبالتحديد فإن حرق 587 سعرة حرارية يوميا قد يقلل من الخلافات الزوجية.
وأوضح الأستاذ شانون تايلور، من جامعة إدارة الأعمال في فلوريدا قائلا “إن الدراسة تظهر أن الموظفين الذين تتم إساءة معاملتهم في العمل على الأرجح سوف يعودون إلى البيت بمشاكل العمل وتوتراته، مما يجعلهم يفتعلون جدالات ومشكلات يفرغون فيها التوتر والضغط اللذين وقع عليهما في العمل”.
وقال تايلور، الذي تعاون مع مجموعة من الباحثين في ولاية الينوي وويسكونسن “أظهرت النتائج أن ممارسة الرياضة وحرق حوالي 587 من السعرات الحرارية، يقلل من الآثار الناجمة عن سوء المعاملة في مكان العمل، كما يحول دون انتقال هذا السلوك إلى المنزل”.
وأضاف “تعتبر هذه النتائج مقنعة للغاية، لاسيما أنّ التوصيات المقدّمة من مراكز السيطرة على الأمراض وجمعية القلب الأميركية، تتضمن ضرورة المشي ما بين 8 و10 آلاف خطوة يوميا”.
وكشفت الدراسة أنّ السبب فيما يحدث هو عدم قدرة الفرد على التعامل مع التوتر الحاصل بشكل سليم، بسبب التعب الذي يشعر به معظم الوقت مما يحدث.
ونبّه الباحثون إلى أن هذه الدراسة تعطي دليلا جديدا على أهمية النوم الجيد وممارسة الرياضة، الأمر الذي يعود بالفائدة على جميع أفراد الأسرة.
الرياضة هي الطريق الأفضل للتخفيف من أي خلافات زوجية ناتجة عن إحباط وتوتر سببتهما أحداث جرت خارج المنزل
هذا، وبيّنت احصائيات بريطانية، أنّ المتزوجين أقل تحركا ونشاطا بدنيا من سواهم، وقال العلماء إن عقد الزواج يقلل بشكل ملحوظ احتمال ممارسة الزوجين التمارين الرياضية اليومية البسيطة، ناهيك عن مزاولتهما الرياضة.
وأظهرت نتائج استفتاء أنجزته إدارة الصحة البريطانية أن 27 بالمئة فقط من الكبار يقومون بنشاط بدني بدرجة كافية للحفاظ على صحة جيّدة ولياقة بدنية. وتفوقت نسبة النساء على الرجال بـ10 بالمئة. وتبين أن 63 بالمئة من النساء و76 بالمئة من الرجال الذين لا يمارسون الرياضة كانوا من المتزوجين.
وتساعد الرياضة على رفع مستوى الأداء في الحياة اليومية، وحين يكون الجسم ليّناً ومتناسقاً وعضلاته قوية، يحدث كل شيء بشكل طبيعي، دون التفكير فيه ويشعر المرء بثقة أكبر في حواسه.
وأكد باحثون أنّ الرياضة والنشاط الجنسي يعملان كمزيج مضاد للاكتئاب؛ فالجسم ينتج مواد مماثلة أثناء ممارسة هذين النشاطين، وهي الأندروفين والهرمونات المنشطة المثيرة للرغبة والدوبامين والسيروتونين، وهي ناقلات عصبية تؤدي إلى الشعور بالسلام والسكينة، وفي الحالتين، يشعر المرء براحة وسعادة عميقتين، ويقل توتره وقلقه ويكون أقل رغبة أو حاجة لاستخدام الأدوية أو الأغذية غير المفيدة.
وأفادت دراسة أن الأزواج الذين يمارسون الرياضة سوياً يتمتعون بحياة زوجية قوية وسعيدة إذ أنها تزيد ثقتهم بأنفسهم وتجعلهم يقضون وقتا أكثر مع بعضهم البعض.
وأشارت إلى أن 43 بالمئة من الأشخاص الذين تم استطلاعهم أكدوا أنّ علاقاتهم الحميمية تحسنت بشكل كبير بعد أن بدؤوا بممارسة الرياضة سوياً.
وأظهرت أن 56 بالمئة من البريطانيين أشاروا إلى أنّ ممارسة الرياضة مع نصفهم الآخر كانت لها تأثيرات إيجابية كبيرة على العلاقات الحميمة.
وأكد 36 بالمئة أن ذلك زاد من حيويتهم في العلاقة الحميمة، في حين قال 8 بالمئة إن ذلك رفع روح المغامرة لديهم في غرفة النوم.
وأوضحت الأخصائية النفسية دونا داوسن أن مثل هذه الأنشطة التي يمارسها الأزواج سوية تزيد ثقتهم في أنفسهم وتجعلهم يشعرون بأن لديهم هدفا مشتركا، كما تُقوّي من عزيمتهم وتعطيهم إثارة أكبر، وهذا كله يزيد من معدّل تدفق الهرمونات التي تساعد على الثقة المتبادلة والارتباط والإخلاص.
وأفادت دراسة أميركية سابقة أن الرياضة تلعب دورا هاما في تحسين الأداء الجنسي عند الرجال وأن الرجال قليلي الحركة أكثر عرضة لمواجهة مشاكل جنسية.
وذكرت الدكتورة إيرين مكنامارا من المركز الطبي لجامعة ديوك أنّ الدارسة أثبتت أنّ القدرة الجنسية أفضل عند الرجال الذين يمارسون الرياضة بشكل معتدل أي يمارسون رياضة المشي 30 دقيقة في اليوم، وأربع مرات في الأسبوع أو ما يعادل ذلك من تمارين أخرى على عكس الرجال الذين يعتمدون في أسلوب حياتهم على الأنشطة التي لا تتطلب حركة.
العرب