ماذا عن انقلاب ماهر الأسد في دمشق؟

لا يخفى على الكثيرين دور المخابرات الجوية في اختلاق الإشاعات و بثها بين المعارضين و المؤيدين على حد السواء، لتحقيق مكاسب مدروسة تنعكس على الحالة النفسية العامة للمتلقين، و التي باتت مواقع التواصل الاجتماعي، و خصوصًا الفيسبوك، ساحة ذات نتائج فاعلة يحرص عناصر المخابرات على التغلغل فيها و استخدامها بـ “شراهة”.

بعد ساعات من انطلاق معركة دمشق صباح الأحد، و تحقيق قوات المعارضة فيها لانتصارات مفاجئة، سارعت حسابات مشبوهة إلى بث إشاعة “اقلاب في القصر الجمهوري يقوده ماهر الأسد ضد أخيه بشار الأسد”.

و راحت هذه الإشاعة تنتشر في معرفات المعارضين مثل النار في الهشيم، و أخذت عدة صيغ داعمة لها تتوارد على “ساحة الفيسبوك” الخصبة، من قبيل “ضباط الأفرع الأمنية يعلقون صورة ماهر الأسد بدلًا من صورة بشار الأسد”، و “عدة سيارات تجول العاصمة دمشق و تهتف لماهر الأسد”، و غيرها من العبارات الداعمة التي تريد أن تزرع في عقول المتلقي مصداقية الإشاعة الأساس “انقلاب ماهر الأسد”.

يقول الأستاذ محي الدين سيف الدين، و هو مرشد نفسي سابق في مدرسة ابن الوليد بحماه، إنّ “إنّ الإشاعات الصادمة تنتشر بسرعة، خصوصًا إن كانت مواتية لحدث ما؛ بدأ و لمّا ينتهي”.

و يرى سيف الدين أنّ “أسلوب المخابرات الجوية فيما يتعلق باختلاق الإشاعات المضادة بات مفضوحًا أمام الجميع، فهم يتحينون الأحداث التي تبعث روح الأمل في قلوب السوريين، ليقوموا ببث شائعات ليست صحيحة البتة، من قبيل انشقاق عناصر مهمة، أو موت الأسد أو غيره من أزلام نظامه، أو حتى تحقيق مكاسب ميدانية “خيالية””.

و سرعان ما تظهر حقيقة هذه الشائعات التي لا تدوم عادة أكثر من بضعة أيام، لتضفي شعور الخيبة لدى المعارضين، و الفرح و التفاؤل لدى المؤيدين، بحسب سيف الدين.

يقول محدثنا إنّ “إشاعة “انقلاب ماهر الأسد” هي توهين الروح المعنوية العالية لدى المعارضين، حيث سيتم الترويج لها عدة أيام ليتضح زيفها بعد ذلك، و بالتالي بث روح الخيبة و إضعاف العزيمة لدى المعارضين الذين استبشروا خيرًا بمعركة دمشق”.

بنصح سيف الدين المعارضين بأخذ الأخبار من المصادر الموثوقة، و هي كثيرة، و عدم الالتفات إلى حسابات أو صفحات مجهولة، تتضح أهدافها من نوعية الأخبار و طريقة صياغتها و أسلوب و توقيت نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

أضف تعليق