تشهد تركيا منذ إقرار البرلمان للتعديلات الدستورية حرباً ساحتها الإعلام، بين مؤيدي التعديلات ومعارضيها، بغية التأثير على أكثر من 50 مليون ناخب تركي، سيتوجهون منتصف الشهر القادم إلى صناديق الاقتراع، في استفتاء قد لا يحدد مصير تركيا فحسب، بل سيعيد رسم خرائط القوة والنفوذ في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
- السوريون في السباق الانتخابي التركي:
لم يغب اللاجئون السوريون ولو للحظة واحدة عن المشهد الانتخابي في تركيا، فالمعارضة التركية في إعلامها وعلى لسان قادتها، جعلت من وجود السوريين في تركيا، مادة للهجوم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعلى حزب العدالة والتنمية، وخصوصاً بعد إعلان الحكومة نيتها تجنيس أصحاب الكفاءات ورجال الأعمال السوريين.
حدة هجوم المعارضة على أردوغان بسبب ملف تجنيس السوريين، وصلت لدرجة اتهامه بمحاولة تسريع تجنيسهم للاستفادة من أصواتهم في الاستفتاء، الأمر الذي دفع بالحكومة التركية على لسان نائب رئيسها ويسلي قايناق، إلى الإعلان عن تأجيل منح الجنسية للسوريين إلى ما بعد الاستفتاء الرئاسي.
- غضب المعارضة من تجنيس السوريين ليس بسبب الاستفتاء فقط:
حتى ذلك التأجيل لم يرضِ قادة المعارضة التركية, فبعد اتهام اللاجئين السوريين من قبل أحد النواب المعارضين بأنهم مشاريع قتلة ولصوص ومغتصبين دون أن يتعرض لأي مساءلة قانونية, تابع رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قلتشدار أوغلو اليوم “تخويفه” للشعب التركي من التصويت بـ”نعم” على التعديلات الدستورية قائلاً: “من أجل خير هذه البلاد هناك طرف يقول لا للتعديلات, ولكن من أجل البلاء أيضاً هناك طرف يقول نعم, تأكدوا إذا مرت لعبة التعديلات الدستورية فإن أول ما سيفعلونه هو تجنيس 3 ملايين سوري, ولكن إذا نجحنا بإيقاف هذه اللعبة فلن نمنحهم الجنسية التركية”.
- الحكومة ترفض آلاف طلبات السوريين الاستثنائية للحصول على الجنسية التركية:
وفي ظل هذا التجاذب حول مسألة التجنيس، علم موقع مرآة سوريا أن الآلاف من السوريين الذين تقدموا بطلبات للحصول على الجنسية التركية، ممن كانت السلطات قد اختارتهم واتصلت بهم، قد تلقوا رسائل عبر الموقع الالكتروني الخاص بمتابعة طلبات الجنسية، تفيد برد طلباتهم بسبب عدم توافقها مع الشروط المطلوبة.
رسالة الرفض التي تم إبلاغها للآلاف من السوريين الذين تقدموا للحصول على الجنسية التركيةفمن أصل حوالي عشرين ألف طلب كما صرحت مصادر إعلامية تركية تم تقديمها خلال الشهور الأربعة السابقة، تلقى الآلاف من السوريين ردوداً تفيد عدم الموافقة على طلباتهم، بالمقابل فقد علم موقع مرآة سوريا حصول مواطنين سوريين اثنين فقط على رد يفيد بموافقتهم لشروط الحصول على الجنسية، ويطلب منهم الانتظار حتى اتخاذ القرار من السلطات. فيما ينتظر الباقون الردود على طلباتهم المعلقة.
وقد عبر العديد من اللاجئين السوريين الذي رفضت طلباتهم عن خيبة أملهم. وفيما رفض أغلبهم التحدث باسمه لموقع مرآة سوريا, فقد اتفق الجميع أن أملاً كبيراً قد ضاع في الاستقرار والعمل في تركيا, وأن المستقبل المجهول سيظل الهاجس الأكبر لهم ولعائلاتهم.
ويرى بعض المراقبين أن الحكومة التركية قد أعادت النظر في موضوع منح رجال الأعمال وأصحاب الكفاءات من السوريين للجنسية التركية, وذلك بسبب رفض الموضوع بشكل عام من قبل الشارع التركي سواءً المؤيد أو المعارض للحكومة, حيث يؤكد هؤلاء المراقبون أن إرضاء الناخب التركي هو الأولوية لدى الحكومة بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.