وثائق حزبية بنكهة استخباراتية:
يتابع موقع مرآة سوريا, استعراض ونشر بعض الوثائق التي حصل عليها والصادرة من فرع حزب البعث في حلب, بعيد إعادة تشكيل الفرع بداية العام الحالي. وثائق البعث التي كان أهمها مرتبطاً بالشأن الخارجي, أظهرت إعادة تشكيل فرع حلب على أساس استخباراتي بتوجيه من المخابرات الجوية, واهتمت بشكل كبير بتجنيد اللاجئين السوريين في تركيا وأوروبا, كما أظهرت دراية كبيرة بالأوضاع الداخلية لتلك الدول, فيما جاء الشأن الداخلي في الوثائق البعثية هزيلاً تتلخص اهتماماته بتأمين القرطاسية والمواد التموينية لمراكز الحزب.
استهداف المواطنين الأتراك من أصول عربية:
الوثيقة الصادرة بتاريخ 21 كانون الثاني 2017 والتي حملت توقيع رئيس فرع حلب القاضي فاضل نجار, استعرضت مجموعة من التقارير الواردة ممن أسمتهم “بعض الرفاق الأعضاء العاملين في حزب البعث العربي الاشتراكي والحاملين لتابعية الجمهورية التركية “, والتي تظهر محاولة المخابرات الجوية من خلال عملاء حزب البعث تجنيد بعض المواطنين الأتراك من أصول عربية, تحت غطاء واسم تشكيل خلايا جديدة لحزب البعث العربي الاشتراكي في تركيا.
وفي هذا الخصوص اتهمت الوثيقة عرب محافظتي أورفا ولواء اسكندرون “وصفتهما بالمحتلتين” بموالاة “النظام التركي لأسباب طائفية”, حيث تظهر الوثيقة بوضوح رفض المواطنين الأتراك من أصول عربية التعاون مع نظام الأسد, للدرجة التي لم يجرؤ فيها عملاء النظام السوري على إظهار صفتهم الحزبية أمام وجهاء العشائر العربية في تركيا.
ومن المعروف أن العرب يشكلون غالبية سكان المناطق الجنوبية الوسطى والغربية في تركيا, وقد شكلوا بيئة حاضنة للثورة السورية خصوصاً في بداياتها, حيث يعيش حتى يومنا هذا مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في أقاليم أورفا وغازي عنتاب وهاتاي.
رغم سوء أحوالهم في تركيا “الحماصنة والديرية” يخذلون نظام الأسد:
وانتقلت الوثيقة لتقييم أحوال اللاجئين السوريين في تركيا من الناحية المعيشية, حيث أكدت وجود ما أسمته حالة من “السخط” بين صفوف اللاجئين, بسبب التعقيدات التي يعانون منها فيما يتعلق باستخلاص ثبوتياتهم, وهو الأمر الذي يعيشه ملايين السوريين حقيقة في تركيا, من جهة الصعوبات في تسيير أي معاملة حكومية تتعلق باستخراج بطاقات “الكيمليك” وأذونات العمل والإقامة خصوصاً في الفترة الأخيرة.
ورغم تلك الصعوبات, فقد أقرت الوثيقة باستحالة “تعاون” اللاجئين السوريين بأي شكل مع النظام السوري, وخصت بالذكر أهالي حمص ودير الزور والذين وصفتهم بـ”الفارين حملة الجنسية العربية السورية قيد محافظتي حمص ودير الزور”, كما اتهمتهم أيضاً بـ”الطائفية” وبمعاداة ما أسمته “سياسات القطر العربي السوري”.
وتعكس هذه الوثيقة حقيقة زيف الادعاءات التي تشنها بعض رموز المعارضة التركية على اللاجئين السوريين من جهة تهديدهم للأمن القومي التركي, حيث أنه وباستثناء حالات محدودة جداً لبعض شبيحة النظام المتواجدين بين السوريين في تركيا, فإن الملايين من هؤلاء اللاجئين لا يمكن أن يساوموا تحت أي ظرف صعب يعيشونه على موقفهم من نظام الأسد, ولا يمكن أن يقوموا بأي فعل من شأنه الإضرار بتركيا بغض النظر عن حملات الكراهية والتمييز التي تتبناها بعض الجهات.
استثمار “المهربين”..الأسد يفتح دفاتره القديمة:
وفي بند ملفت للنظر, استعرضت الوثيقة برقية قديمة صادرة عن فرع الأمن الجنائي في إدلب, قيمت فيها بعض “المهربين الواردة أسماؤهم” في تللك البرقية, فيما يبدو على أنه إشارة لبعض المهربين الأتراك الذين يقطنون في المناطق الحدودية مع سوريا.
وقد خيب هؤلاء “المهربون” أيضاً آمال النظام السوري في التعاون, حيث اتهمتهم الوثيقة بـ”ممارسة أعمال التهريب مع العصابات المسلحة”, كما حذرت بشدة من خطورة التواصل معهم.
البعث بوجهه الحقيقي:
تظهر هذه الوثيقة بوضوح, الدور الحقيقي الذي لعبه حزب البعث خلال أكثر من نصف قرن حكم فيها البلاد, وتذكر السوريين بالأيام التي كان يكفي فيها “تقرير” حزبي واحد لزج الآلاف في السجون, كما تبين كيف يلعب جهاز المخابرات الجوية بهذا الحزب “العروبي الاشتراكي” كما يشاء.
ويعد جهاز المخابرات الجوية من أشرس الأجهزة الأمنية وأكثرها نفوذاً في سوريا,يرأسه اللواء جميل الحسن أحد أهم صقور النظام,وبحسب مصادر موقع مرآة سوريا,فإن اللواء الحسن هو الذي أشرف على إعادة تأسيس فرع حزب البعث في حلب بعد إعادة السيطرة عليها من قبل النظام أواخر العام الماضي,وأوكل إليه تنفيذ مهمات أمنية بالتواصل مع بعض الشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية التركية المعارضة.
وثيقة لتقرير صادر عن فرع حلب لحزب البعث