لؤي حسين.. عراب القذارة الأخلاقية

كثيرًا ما يضرب المثل بالعاهرة التي تحاضر عن الشرف، فلا هي أفلحت في المحاضرة، و لا هي ظفرت بالشرف، و ينطلي هذا المثل و سياقه على كل من يدع الشرف جانبًا و يمضي للحديث عنه في منابر الكرامة و العزة.

لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة، يقحم نفسه عنوة في خانة المعارضة السورية، و يتغنى بوصف “معارض سوري” في المنابر الداخلية بحضن النظام، و في الخارجية بأحضان الرؤساء و الوزراء الغربيين الذين تلوث أيديهم القذرة في وعاء الثورة السورية.

يرى لؤي حسين في آخر ما فاح منه على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ ثوار دمشق مجرد جهاديين مرتزقة، يسببون الذعر في العاصمة، و أنّ معركتهم الجارية حاليًا لم تقضّ للنظام مضجعًا، و لو بلغ عدد قتلاه الـ 150.

و يصف حسين الذي يتنقل من حضن “وطني” إلى آخر “غربي” في كل يوم يمضي، المجازر التي يرتكبها نظام الأسد خاصته، بأنها “مجرد خروقات”، و لعل مئات القتلى المدنيين، و أضعافهم من الجرحى، مجرد ذباب لا وزن له في مخيلته.

أطلق الشريف حسين أولى رصاصاته ضد الدولة العثمانية في يناير 1916، و رمى بنفسه في حضن الغربيين، و لعلّ “حسين” خاصتنا، يرى في ذاك القديم “أسوة حسنة”، و يريد أن
يجهز “بدولته الكبرى” على وجود المقاتلين السوريين الذين ما برحوا يواجهون جنود الأسد و الميليشيات الإيرانية و الأفغانية و العراقية و اللبنانية و الروسية التي تسانده منذ سنوات.

يقول لؤي حسين:”ما يجري الآن لن يكون له أي أهمية إطلاقا على الصعيد السياسي، إطلاقا، فكل ما سينجم عنه هو تعطيل عمل الناس في المناطق التي تستهدفها المجموعات الجهادية، وازدياد كمية الأضرار البشرية والمادية (حسب المرصد السوري بلغ اليوم عدد الجرحى ٢٥ في المناطق السكانية التي تطالها قذائف الجهاديين).”.

يدعي حسين معارضته لنظام الأسد، إلا أنّ كل مواقفه، و تصريحاته، و ميولاته، و حتى الكلمات التي يستخدمها و يتبناها، تكون مطابقة تمامًا لما يأتي به نظام الأسد، سياسيًا و إعلاميًا، حتى بات يلقبه البعض، بأنّه “معارض المعارضة التي تعارض النظام”.

يهتم حسين بعدد المذعورين من موالي النظام، و بعدد جرحى “الجيش العربي السوري الباسل”، إلا أنّه لا يكترث البتة بعشرات القتلى الذين يسقطون يوميًا بآلة الأسد الحربية، و الآلة الروسية التي تفتك بالسوريين جوًا و بحرًا و برًا منذ 2015، و هو رغم ذلك، يتجلى للشعب من منابر منحته إياها صفة “المعارض للأسد”، و ذلك وحده سقطة من سقطات المجتمع الدولي.

يدعو لؤي حسين كل السوريين للالتحاق و تأييد مؤتمرات الأستانة، و يقول إنّ صديقته روسيا لن تسمح بعد الآن إلا بالانضمام إلى آستانا، مهددًا من يعارض هذا “المعطى الجديد” بمصير يشابه مصير حلب و حمص، في إشارة إلى التهجير القسري للمدنيين.

متى سيتخلص الشعب السوري من نماذج “لؤي حسين” و “شلته العاطلة”؟ و متى ستتنفس المعارضة السورية السياسية الصعداء بشخصيات ذات أحقية و أهلية للعمل السياسي؟ و متى ستنعكس مجريات الأحداث على الأرض سياسيًا بمواقف صارمة واضحة ثابتة؟

كل هذه التساؤلات تبقى مؤجلة حتى يلفظ مسمى “المعارضة السورية” أمثال لؤي حسين و يعريه أمام الغربي و الشرقي.

 

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “مرآة سوريا”

 

أضف تعليق