وثائق حزبية بنكهة “القوادة”:
يتابع موقع مرآة سوريا, استعراض ونشر بعض الوثائق التي حصل عليها والصادرة من فرع حزب البعث في حلب, بعيد إعادة تشكيل الفرع بداية العام الحالي. وثائق البعث التي كان أهمها مرتبطاً بالشأن الخارجي, أظهرت إعادة تشكيل فرع حلب على أساس استخباراتي بتوجيه من المخابرات الجوية, لكن وثيقة اليوم تظهر تخصصاً آخر للبعث في الترفيه عن ضيوف نظام الأسد.
الحسيني في حلب:
بداية العام الحالي, أعلن الإعلامي المصري يوسف الحسيني الشهير بموالاته لنظام السيسي عن زيارته لمدينة حلب بعد سيطرة نظام الأسد عليها, الحسيني وهو أحد أهم أبواق النظام الحالي في مصر,قام بإعداد وعرض العديد من التقارير الإعلامية على فضائية الـ ONTV المصرية, وفي تلك التقارير حرص الإعلامي الشاب على تلميع صورة نظام الأسد رغم زعمه بأن تقريره بعيد عن السياسة, كما هاجم الفصائل السورية المسلحة على اختلاف انتماءاتها متهماً تلك الفصائل بالإرهاب وتدمير البلاد وتراثها, وكان في كل تقاريره يدندن حول فكرة رئيسية واحدة, وهي تخويف الشعب المصري من الثورة على نظامه مهدداً شعبه بشكل مبطن بمصير مشابه لمصير الشعب السوري.
وجه آخر لزيارة “الواد” الحسيني:
يارا المنصوراشتهر يوسف الحسيني في صفوف نشطاء المعارضة المصرية بلقب “الواد”, وقد منحه هذا اللقب اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي أثناء حديثه الوارد في التسريبات التي بثتها إحدى قنوات المعارضة المصرية, وقد حاول “الواد” إظهار زيارته لسوريا عموماً وحلب خصوصاً على أنها بطولة صحفية مر فيها أمام القناصين والانتحاريين ناسجاً قصصاً مشوقة ظل يبثها على مدى عدة حلقات للمشاهد المصري.
إلا أن الوثيقة الوثيقة الصادرة بتاريخ 23 كانون الثاني 2017 والتي حملت توقيع رئيس فرع حلب القاضي فاضل نجار, استعرضت لقيادة الحزب ولإدارة المخابرات الجوية تقاريراً مقدمة من فتاة اسمها يارا المنصور, وصفتها الوثيقة بأنها منتدبة من “إدارة المخابرات الجوية” لتكون مرافقة للحسيني في هذه الزيارة.
استضافة وتسجيلات للحسيني :
استعرضت الوثيقة بنقاط مختصرة زيارة الحسيني لحلب, حيث ذكرت أن يارا المنصور قامت بإعادة سيارة مرسيدس لفرع حزب البعث بعد انتهاء الزيارة, فيما يبدو على أنها السيارة التي استخدمتها المنصور لتنقلاتها الخاصة مع الحسيني في حلب.
تلك التنقلات الخاصة, كانت تنتهي كما ذكرت الوثيقة في شقة تابعة للمخابرات الجوية بحي الموكامبو الشهير في حلب, حيث ذكرت وثيقة البعث أن الحسيني قَبِل استضافة يارا المنصور له في تلك الشقة مدة ثلاثة أيام “فقط”.
وحول تغطية تلك “الاستضافة” في شقة المخابرات الجوية, أكدت الوثيقة أن “يارا المنصور” قامت بنفسها “بتركيب وتجهيز ومن ثم فك وإزالة الأجهزة التقنية الموجودة في المرفقات أعلاه “.
وبحسب الوثيقة فإن من الواضح وقوع الإعلامي المميز في الفخ الشهير الذي تتقنه مخابرات الأسد, حيث أن تلك المرفقات والتي تم تسليمها لإدارة المخابرات الجوية بـ”صندوق مختوم بالشمع الأحمر” كانت عبارة عن أجهزة تنصت وكاميرات تسجيل خاصة تم تركيبها في الشقة التي قضى فيها الحسيني برفقة المنصور ثلاثة أيام متتالية.
سحر يارا المنصور أقوى من “المال”:
يارا المنصورمع تأكيد الوثيقة وقوع الحسيني في شرك “فتاة الجوية” ورغبته في الاستمرار بعلاقته معها حتى بعد عودته إلى مصر , فإنها لفتت إلى رفضه تلقي 100 ألف دولار كانت قيادة النظام تنوي رشوته بها باسم “هدية مقدمة من رئيس فرع حلب لحزب البعث”, لكنها أكدت في الوقت نفسه على التقييم “الايجابي القومي العروبي” الذي منحته يارا المنصور لمقدم البرامج المصري.
من هي “حسناء الجوية” يارا المنصور:
بالتدقيق والمتابعة في أرشيف موقع مرآة سوريا وبالتواصل مع مصادر الموقع داخل أروقة حزب البعث الحاكم, توصل فريق التحرير إلى تأكيد هوية “حسناء الجوية” التي أوقعت يوسف الحسيني في شباكها.
يارا المنصور, إحدى فتيات حملة “صبايا العطاء”, هي فتاة موالية تنتمي للطائفة العلوية الحاكمة, تنحدر أسرتها من محافظة طرطوس الساحلية, مواليد حمص عام 1993, القيد المدني: جب الجراح 15, وتحمل إجازة بكالورويوس في هندسة الكمبيوتر “برمجة حاسب” من جامعة البعث.
تعد يارا المنصور من أكثر الفتيات نفوذاً في حملة “عطاء حمص“, وتعمل موظفة في إدارة المصالح العقارية في حمص بانتداب من إدارة المخابرات الجوية.
نظام الأسد وتاريخ طويل من استثمار الجنس:
منذ الحرب اللبنانية في سبعينيات القرن الماضي, اشتهرت مخابرات الأسد باستخدام الجنس لاستغلال السياسيين ورجال الصحافة والمال سواء الموالين منهم او المعارضين حيث اشتهر اللواء الراحل غازي كنعان بأرشيف “ضخم” يضم تسجيلات فاضحة لعدد كبير من السياسيين والاعلاميين اللبنانيين.
وفي بداية الثورة السورية, فجر الإعلامي الجزائري الشهير أنور مالك فضيحة مدوية لنظام الأسد, حيث اتهمه بمحاولة إغوائه عن طريق إحدى الفتيات المواليات, وفي ذلك الوقت كان مالك عضواً في لجنة المراقبة العربية لتقصي الحقائق في سوريا, وقد ذكرت وقتها العديد من المصادر الإعلامية تقارير تفيد تورط رئيس البعثة الجنرال محمد الدابي في علاقات جنسية مع فتيات مرسلات من قبل النظام السوري.
هذا التاريخ العريق في استثمار الجنس من قبل الأسد, يفسر بحسب العديد من المراقبين, السلوك الغريب من قبل بعض السياسيين والصحفيين العرب الذين كانوا يدعون مناصرتهم للشعوب العربية لنيل حقوقها, ثم انتقلوا بعد قيام الثورة السورية لمناصرة نظام الأسد تحديداً, حيث يبدو أن معظم هؤلاء قد تمت استضافتهم في شقق وفنادق الأسد.