(قيصري – مرآة سوريا) – تعتبر تفجيرات سان بطرسبرغ ضربة موجعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خصوصًا و أنّ حيثياتها تشير إلى وجود رسالة ما، وجهها المنفذ لشخص بوتين و ليس فقط لروسيا.
و ضربت التفجيرات عربة مترو أنفاق في المدينة المكتظة بالسكان، و تحدثت وسائل إعلام روسية عن وقوع أكثر من 15 قتيلًا و ضعفهم من الجرحى، بحسب ما رصده موقع مرآة سوريا.
و جاءت التفجيرات أثناء وجود الرئيس بوتين في ذات المدينة، و قبيل جولة اعتيادية كان ينوي القيام بها.
و من الناحية الفنية و الأمنية، فإنّ وصول المتفجرات إلى داخل عربة المترو، يثبت بنحو لا لبس فيه فشل الجهاز الأمني الروسي الداخلي، و الذي أعلن عن تشديد إجراءاته الأمنية عقب تفجيرات فولغوغراد التي ضربت محطة للسكك الحديدية عام 2013.
و منذ تفجيرات فولغوغراد التي خلفت 18 قتيلًا و 40 جريحًا، دأبت أجهزة الأمن الروسية على إصدار النشرات الأمنية التي تتحدث عن إجراءات “غير مسبوقة” و تحديثات أمنية كبيرة لضبط الأمن في محطات النقل الداخلي و المحطات الرئيسة في المدن الكبيرة.
و عمل جهاز الاستخبارات الروسي، على فرز وحدة خاصة لتولي الإجراءات الأمنية في وسائل النقل عام 2014، و سميّت المهمة بـ “درع المدن”، و ما زالت مستمرة حتى الآن مع تطويرات كبيرة طالتها، من قبيل إلحاق وحدة بحثية و أخرى تقنية مرتبطة مباشرة بوزارة الدفاع.
و تقوم إدارة الرئيس الروسي بحروب مباشرة خارج الحدود، كما هو الحال في سوريا، كما يقول مطلعون إنّ حروبًا أخرى غير مباشرة تديرها هذه الإدارة في كثير من دول العالم، بسلاحي السياسة و الاقتصاد.
و أعلن بوتين عن إرسال قوات عسكرية جوية و برية إلى سوريا عام 2015 لإنقاذ نظام بشار الأسد الذي كان على عتبة الانهيار أمام قوات المعارضة رغم الدعم الإيراني.
و انخرطت القوات الروسية بمعارك مباشرة ضد فصائل المعارضة، و ما زالت الطائرات الحربية ترتكب المجازر منذ ذلك الوقت حتى اليوم، في وقت تحدثت فيه تقارير إعلامية عن مقتل العشرات من الجنود الروس في مواجهات مباشرة في حمص و حلب و اللاذقية.
و تدعي روسيا أنّ نشاطها العسكري في سوريا يأتي في نطاق “محاربة الإرهاب”، و “منع انتقاله إلى الداخل الروسي”، إلا أنّ تفجيرات سان بطرسبرغ توجه رسالة قوية لبوتين بأنّ قتل النساء و الأطفال في سوريا لا يمنع وصول التفجيرات إلى قلب كبرى المدن الروسية.
و كان بشار الأسد الذي تسبب باستقدام القوات الأجنبية الإيرانية و اللبنانية و الروسية و العراقية و الأفغانية إلى بلاده، قد كان أول من “أدان” تفجيرات سان بطرسبرغ، و وصفها بأنها “عمل إرهابي جبان”، معلنًا تضامنه الكامل مع “الصديقة روسيا”.
و رصد موقع “مرآة سوريا” اتهامًا مباشرًا وجهه موقع “روزبالت” الروسي الشهير، لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بالوقوف وراء التفجيرات.
و قال الموقع في أحد تحديثات الصفحة التي خصصها لمتابعة الخبر:”إنّ وكالة سي آي ايه هي المسؤولة عن التفجيرات”.
و عاد الموقع و حذف هذا التحديث بشكل مفاجئ.
و لا زالت العلاقة بين روسيا و إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير واضحة المعالم، حيث يريد بوتين أن يكون التعامل مع الولايات المتحدة على أساس الند للند، بينما يسعى ترامب لخلق صيغة توافقية بين البلدين تمنع الصدامات المباشرة.