أفاد تقرير إخباري أن حالة من النوم أصابت عددا من الذين رفض طلب لجوئهم، حيث سقطوا في غيبوبة نوم شبيهة بالشخصية الكارتونية سنو وايت.
ويعد الطفل جورجي وهو لاجئ روسي جاء إلى السويد مع عائلته عندما كان في الخامسة من عمره من بين المصابين بهذه الحالة الغريبة.
وأصيب الطفل بهذه الحالة بعد أن قرأ على أفراد عائلته رسالة من “مجلس الهجرة” في السويد يبلغهم برفض الاستئناف النهائي الخاص بطلب لجوئهم المقدم منذ 2007، والتي جاء فيها “يجب أن تغادروا السويد”، سقط الطفل أرضا، إذ شعر بأن جسده أصبح كالسائل، بينما باتت أطرافه رخوة وغير قادرة على حمله.
وأغلق عينيه ودخل في نوم عميق، رفض على إثره الخروج في اليوم التالي من السرير أو تناول الطعام، الذي تساقط من فمه عندما حاولت الأسرة إطعامه رغما عنه.
وتعتبر هذه الحالة جزءا من تقرير نشرته مجلة ذا نيو يوركر الأميركية، مؤخرا، لتسليط الضوء على “صدمة مواجهة الترحيل” وهي نوع من الصدمات أُصيب به عدد من المهاجرين إلى السويد، والذين تم رفض طلبات لجوئهم.
وبعد أسبوع من الدخول في حالة النوم، فقد جورج قرابة 6 كيلوغرامات من وزنه، كما لم يتفوه بكلمة واحدة. وتلك الحالة التي لم تتغير حتى بعد توفير الرعاية الطبية لجورجي وإدخال أنبوب تغذية عبر فتحة أنفه، دفعت الأطباء إلى تشخيص حالته بأنها “متلازمة الترحيل”، وهو مرض بناء على تقرير ذا نيو يوركر موجود فقط في السويد، وفقط بين اللاجئين.
ولا يشكو مرضى متلازمة الترحيل من أي مرض جسدي، لكن يبدو أنهم فقدوا الرغبة في الحياة، أو كما أوضحت إليزابيث هولتكرانتز، طبيبة الأنف والأذن والحنجرة، أن هذه الغيبوبة شكل من أشكال الحماية.
ووصفت هولتكرانتز المتطوعة في منظمة أطباء العالم الخيرية تلك الغيبوبة “الذين يسقطون في هذه الغيبوبة مثل الشخصية الكارتونية سنو وايت يسقطون ليبقوا بعيدا عن العالم”.
فتح جورجي عينيه لأول مرة منذ أشهر، وتحديدا بعد أسبوعين من موافقة مجلس الهجرة السويدي على منح أسرته إقامة دائمة في السويد، لاحتياج هذا الطفل الروسي إلى بيئة آمنة ومستقرة وظروف معيشية تساعده على التعافي.
الأمان الذي استشعره جورجي بعد حصول أسرته على الإقامة الدائمة في السويد جعله يعيد اكتساب خبراته واستجماع قدراته البدنية كغيره من الأطفال.
ووفقا لراشيل أفيف كاتبة تقرير ذا نيو يوركر، فإن الطفل أخبرها أنه في البداية كان يريد البقاء في السرير طول اليوم كنوع من التنفيس عن غضبه.
وبحسب التقرير، فإن جورجي لم يكن الطفل الوحيد في السويد الذي أصيب بـ”صدمة الترحيل”، فمنذ العام 2015 أُصيب بالأعراض ذاتها أكثر من 400 طفل، معظمهم ما بين سن الخامسة عشرة والثامنة عشرة.
وتصف المجلة حالة المريض بتلك الصدمة بأنه “سلبي تماما، وصامت، وساكن، وغير قادر على تناول الطعام أو الشراب، كما يعاني من سلاسة في البول وعدم القدرة على الاستجابة إلى المؤثرات الجسدية”.
وأرجعت أسباب تواجد حالات “صدمة الترحيل” في السويد لكونها واحدة من أفضل البلدان التي تتعامل مع اللاجئين. ولولا إصابة الطفل بها لكان الشهر الحالي أبريل هو المحدد لمغادرته السويد.