لم تكن المرة الأولى التي يستخدم فيها نظام الأسد غاز السارين والسلاح الكيماوي في الهجوم على مدينة خان شيخون ولن تكون المرة الأخيرة إذا لم تتم معاقبة هذا النظام الذي أمن المحاسبة وأمن العقاب في أمكنة عدة وفي فترات ما بسبب الدعم الروسي غير المحدود ونتيجة الفيتو الروسي ما جعله يستمر في إجرامه وفي استخدامه الأسلحة المحرمة دولياً لقتل الشعب السوري.
روسيا استخدمت حق النقض الفيتو للمرة الثامنة في مجلس الأمن لمنع إدانة هذا النظام والحيلولة دون إجراء تحقيق دولي يكشف جرائم النظام وقتله أطفال ونساء خان شيخون رغم توفر الأدلة والحقائق التي وفرتها اللجان الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
وفي لقاء موقع مرآة سوريا مع المحامي غزوان قرنفل رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار أكد “أهمية محاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب المرتكبة في سوريا وفي المقدمة منها جريمة استخدام السلاح الكيماوي والتي تأتي من كونها تشكل رادعاً يحول دون المزيد من تلك الجرائم ويلغي ثقافة الإفلات من العقاب التي ترسخت طوال السنوات الست الماضية ما شجع الأسد وأركان حكمه على التمادي والإمعان في إبادة السوريين”.
وأضاف المحامي قرنفل قائلاً: “ما تزال روسيا حتى الآن تسبغ حماية على نظام الأسد وتجهض كل مسعى لإحالة ملف جرائمه لمحكمة الجنايات الدولية باستخدامها الفيتو”.
وعن إمكانية محاكمة مرتكبي مثل هذه الجرائم وآلية ذلك يحدثنا قرنفل قائلاً:” إن حماية روسيا لنظام الأسد بهذا الفيتو لمنع إحالة مرتكبي الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولة لا يعني أن السبل كلها مسدودة .. يمكن لأي متضرر من هذه الجريمة اللجوء لمحاكم بعض الدول الأوروبية التي تنص في قوانينها على ولاية عالمية للمحاكمة عن مثل تلك الجرائم كالنرويج وألمانيا لمقاضاة مرتكبي تلك المجزرة مع أهمية توفر قرائن وأدلة قوية تدعم هذا الادعاء .. كما يمكن لأي متضرر مزدوج الجنسية آن يفعل ذلك كما حصل في حالتين في كل من اسبانيا وفرنسا حيث أقام سوريون مزدوجو الجنسية دعاوى على بعض أركان النظام” .
وأشار رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار إلى أن هذه الجرائم “لا تسقط بالتقادم ويمكن المحاسبة عنها في أي وقت .. ومن المهم آن لا نيأس فلا شيء ثابت في السياسة وما تراه مستحيلاً اليوم يصبح ممكناً غداً , بدون شك الطريق طويل وشائك , لكن العدالة والانتصار للضحايا يستحق العناء” .
واستعملت روسيا يوم الأربعاء الماضي حق النقض (الفيتو) للمرة الثامنة بهدف منع إعاقة مشروع قرار في مجلس الأمن يسمح بإجراء تحقيق دولي حول الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون بريف إدلب.
وكان البيت الأبيض كشف خلال الأيام القليلة الماضية عن تقرير سري للمخابرات الأميركية يوضح أن النظام السوري وروسيا يضللان العالم عبر “معلومات خاطئة” و”روايات ملفقة” عن الهجوم الكيماوي بالغازات السامة الذي قصفت به خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في الرابع من نيسان الحالي.
يذكر أن مائة مدني سقطوا وأصيب المئات غالبيتهم أطفال ونساء إثر قصف طيران النظام السوري لمدينة خان شيخون بغاز السارين السام كما أكد الأطباء.