ما هي انعكاسات الضربة الصاروخية الأميركية على محادثات أستانة المقبلة؟

كشفت صحيفة “إيزفيستيا” الروسية عن أربعة مقترحات أعدتها موسكو بالتزامن مع اجتماع تمهيدي لخبراء روسيا وتركيا وإيران في طهران اليوم وغداً ضمن إطار الاستعدادات لعقد الجولة الرابعة من محادثات أستانا المرتقبة بشأن الأزمة السورية مطلع شهر أيار المقبل.

وذكرت الصحيفة الروسية في مقالها أنها علمت من مصدر مقرب من الذين يحضِّرون للجولة الرابعة لمفاوضات أستانا أن “روسيا أعدت، قبيل انطلاق الجولة الجديدة بشأن الأزمة السورية، أربعة مقترحات وأرسلتها إلى ممثلي المعارضة السورية المسلحة” بحسب موقع “روسيا اليوم”.

وتتضمن المقترحات الروسية “إنشاء لجنة من أجل صياغة الدستور السوري، والمسائل الإدارية في المناطق التي تخلو من العمليات القتالية، بالإضافة لوضع الشروط اللازمة لتبادل الأسرى ونزع الألغام”.

ولم تعلن المعارضة العسكرية عن موقفها من الجولة الجديدة لمحادثات أستانة المقبلة وعلى الرغم من استعدادها للعمل في مجال تبادل الأسرى ونزع الألغام إلا أنها ترفض بشكل قاطع المقترحين الآخرين لروسيا وذلك بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

من جهته أكد وزير خارجية كازاخستان قايرات عبد الرحمنوف اليوم الثلاثاء على ضرورة توسيع دائرة المراقبين لمفاوضات أستانا من أجل تسوية النزاع الدائر في سوريا وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مشيراً إلى أن الجانب الكازاخستاني طرح على الدول الضامنة وخاصة على روسيا إمكانية مشاركة دول عربية مثل السعودية وقطر معبراً عن الاهتمام بأن يكون الاتحاد الأوروبي على إطلاع بمجريات عملية أستانة.

وقال الكاتب والباحث في الشأن السياسي د. باسل الحاج جاسم في تصريح خاص لموقع مرآة سوريا اليوم الثلاثاء 18 نيسان/أبريل 2017 عن انعكاسات الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص:” إن الضربة العسكرية الأمريكية قد تجعل موقف الفصائل السورية المعارضة أكثر قوة ، من خلال الإدراك بأن روسيا لم تعد وحدها تتحكم بالملعب السوري، وإن واشنطن بعد ضربتها العسكرية لموقع عسكري للنظام السوري دفنت سياسة أوباما ، وعادت لممارسة دورها كاملاً في هذا الملف”.

وأشار د.الحاج جاسم إلى أن “أول جولة محادثات قادمة حول سوريا ستكون الامتحان الحقيقي لحقيقة الدور الأميركي الجديد الذي ستمارسه في سوريا , وما لم تقدمه موسكو عندما كانت مستفردة بالملعب السوري، ستقدمه بعد تغير الموقف الأميركي حيال سوريا”.

وأوضح الباحث السياسي الحاج جاسم إن “روسيا تحاول إحراز أي شي أياً كان حجمه سياسياً من خلال محادثات أستانا ، مع أن أستانا تستضيف محادثات من المفترض أنها عسكرية تقنية بحتة، برعاية أطراف ضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا، وقد يكون ذلك رغبة منها في إدراج بنود لم تتمكن من إدراجها في محادثات جنيف” لافتاً إلى أن “التعامل مع هذه المقترحات يتوقف على ممثلي الفصائل العسكرية بالدرجة الأولى ، ومدى قدرتهم على عدم الرضوخ للضغوط التي قد يتعرضون لها”.

وتأتي أهمية اجتماع أستانا4 في حال انعقاده أنه الأول بعد الضربة العسكرية الأميركية، فمازال الجميع يعول على اتفاق وقف إطلاق النار رغم أنه هش، إلا أن التعويل عليه لأنه سيكون الأساس لاستمرار و نجاح المفاوضات السياسية بحسب د.باسل الحاج جاسم.

وكانت الولايات المتحدة استهدفت فجر السابع من نيسان الحالي بـ 59 صاروخاً من طراز توماهوك قاعدة الشعيرات الجوية العسكرية بريف حمص والتي تشمل مدرجاً وطائرات ومحطات للوقود وذلك رداً على هجوم كيماوي بغاز السارين السام شنته طائرات النظام السوري في الرابع من نيسان الجاري على مدينة خان شيخون بريف إدلب ما أسفر عن مقتل أكثر من مائة مدني جلهم أطفال ونساء.

واختتمت منتصف الشهر الماضي الجولة الثالثة من محادثات أستانا حول سوريا دون إحراز أي تقدم يذكر سوى بالاتفاق على عقد جولة رابعة من المحادثات في أيار/مايو المقبل إضافة لتشكيل لجنة لمراقبة الهدنة على أن تكون إيران بشكل رسمي ضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا إلى جانب تركيا وروسيا.

يذكر أن محادثات الجولة الأولى من أستانا عقدت أواخر كانون الثاني الماضي برعاية تركيا وروسيا بينما عقدت الجولة الثانية من المحادثات منتصف شباط وانضمت خلالها إيران لرعاية المحادثات التي ركزت على آليات تنفيذ وقف اتفاق النار الذي جرى الاتفاق عليه أواخر العام الماضي.

أضف تعليق