“أورينت” ترد على اتهامات “فرانس برس” و تفندها.. هل تنتقل المعركة إلى القضاء؟

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تضامنًا واسعًا مع شبكة أورينت الإعلامية، المملوكة لمجموعة غسان عبود، بعد أن تلقت تهديدًا من وكالة فرانس برس للأنباء، حول أحد الفيديوهات الساخرة التي بثتها أورينت بشقها التفاعلي Tele Orient في وقت سابق.

و تعتبر “تيلي أورينت” من المنصات التي حققت نجاحًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، و هي تقوم بإنتاج فيديوهات قصيرة و ساخرة، تعليقًا على الأحداث الجارية في سوريا.

و نشرت المنصة منتصف شهر نيسان/أبريل الجاري، مقطعًا ساخرًا ينتقد توجه فرانس برس الإعلامي الموالي لنظام الأسد، و الذي توج بـ “مقابلة العار” التي أجراها أحد صحفييها مع رأس النظام في سوريا، بشار الأسد.

و لم يلتزم صحفي وكالة فرانس برس بالمعايير المهنية في مقابلته، و تحول من محاور إلى مروج و مدافع عن نظام الأسد، عاكسًا بذلك توجه الوكالة التي يعمل لصالحها، و تعاملها مع الملف السوري منذ بدايات الثورة السورية.

و اطلع موقع مرآة سوريا على نص الرسالة التي وجهها كريتسيان شيز، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وكالة الصحافة الفرنسية إلى إدارة تلفزيون أورينت و مجموعة غسان عبود المالكة للشبكة، و التي جاء فيها:

” لفت انتباهنا أن صفحة “فيسبوك” التابعة لتلفزيون أورينت، من مجموعة غسان عبود، نشرت شريط فيديو هو عبارة عن تركيب صور مأخوذة من مواضيع سوريا، أعدها قسم الفيديو في وكالة فرانس برس.
وشريط الفيديو هذا موجود منذ 18 نيسان/إبريل 2017، ويشكل انتهاكا فاضحا لحقوق النشر، ويضر بمصالح وكالة فرانس برس، كونكم لا تملكون حقوق نشر هذه المقاطع المصورة، كما أن الشريط يشكل بحد ذاته حملة تشهير غير مقبولة بوكالة فرانس برس وبأحد صحافيينا الذي يظهر بشكل متكرر، ويستهدف بكلام ينطوي على إيحاءات عنصرية.
نطلب منكم بإلحاح سحب هذا الشريط من صفحة TELE ORIENT على فيسبوك ومن أي حساب آخر لكم على مواقع التواصل الاجتماعي، كحد أقصى الأربعاء 26 نيسان/إبريل 12:00 بالتوقيت المحلي )8:00 ت غ( ونحتفظ بحقنا في نقل القضية إلى محامينا وإلى القضاء الإماراتي. إن نشر هذا الشريط يدل على غياب مؤسف لأي أخلاقيات إعلامية، ولا يشرف محطتكم التلفزيونية ولا مجموعتكم”.

بدورها ردّت أورينت على رسالة شيز، و أكدت أنها لن تحذف الفيديو أو تتراجع عن موقفها، و فنّدت الادعاءات التي وجهتها فرانس برس إلى الشبكة، و جاء في ردّ أورينت:”

السيد كريستيان شيز / وكالة الصحافة الفرنسية
وصلنا منكم يوم 25نيسان/أبريل 2017 رسالة تتعلق بفيديو منشور على صفحة فيسبوك تابعة لمجموعة أورينت، فيديو يتضمن نقداً لتغطية وكالة الصحافة الفرنسية للشأن السوري، وخاصة المقابلة التي أجرتها الوكالة مؤخراً مع رأس النظام السوري بشار الأسد.
الرسالة تزعم أن الفيديو يشكل انتهاكاً فاضحاً لحقوق النشر، ويضر بمصالح فرانس برس، ويشكل تشهيراً بالوكالة، وبصحفي يعمل فيها، وتطالب بسحب الفيديو تحت طائلة اللجوء إلى القضاء. وتختم الرسالة بشتائم من نوع “غياب مؤسف لأي أخلاقيات إعلامية” و”لا يشرفكم”.
السيد شيز
أولاً- أورينت لم تنتهك حقوق النشر في الفيديو محل الموضوع:
١- لأن المقاطع التي أخذناها من وكالتكم قصيرة للغاية، تتراوح ما بين 4 و8 ثوان، وهو ما يتسامح العرف الصحفي باستخدامه على سبيل الاقتباس دون إذن.
٢- لأن المقاطع نشرت مع لوغو وكالة الصحافة الفرنسية، وبعد التنويه مراراً وتكراراً أنها صور للوكالة.
٣- المقاطع لم تستخدم في معرض الاستثمار التجاري ولا التوظيف الإخباري، وإنما في معرض التعليق على أداء الوكالة، في برنامج ناقد وساخر، وهو أمر شائع جداً في الإعلام الجديد، ومقبول في تقاليد المهنة، لا بل إنه يعتبر أحد أهم أشكال ممارسة حرية التعبير والرأي.
٤- مصدر المقاطع هو صفحة الوكالة المفتوحة للجميع، وهي تنشر الفيديوهات بنوعية غير صالحة للبث التلفزيون الإحترافي. إذن نحن لم نأخذ المقاطع من مصدر مخصص لزبائن وكالة الصحافة الفرنسية، ولم نأخذها بنوعية احترافية مخصصة للبيع.
٥- لم يكن من الممكن طلب الإذن من وكالتكم لاستخدام المقاطع، لأنكم كما هو واضح من رسالتكم، تريدون حرماننا من حق (وواجب) كشف أخطاءكم الجسيمة بحق شعب بأسره. ولأن تجاربنا السابقة مع وكالتكم، تؤكد سدكم لكل أبواب الحوار أو التعامل بمهنية. فقد رفضت وكالتكم الرد سابقاً على عشرات الاتصالات الهاتفية التي طلبنا فيها توضيحات لأخباركم، أو طلبنا فيها منكم التعليق على خبر نشرتموه. أكثر من ذلك، وفي تاريخ ٥/٥/٢٠١٤ توجه مندوب مجموعة أورينت إلى مقر الوكالة في باريس، طالباً التعليق على خبر مختلق نشرته الوكالة، فلم يتم استقباله. وعندما أخبر مندوبنا الشخص الوحيد الذي تحدث إليه من وكالتكم، بأن تلفزيون أورينت سيتحدث عن أخطاءكم بغيابكم طالما أنكم ترفضون التعليق على هذه الأخطاء، كان الرد : افعلوا ما تشاؤون.

ثانياً: لم تكن أورينت وحدها التي انتقدت المقابلة التي أجرتها وكالتكم مع رأس النظام السوري، وإنما فعل ذلك العديد من وسائل الإعلام والشخصيات البارزة، وعلى رأسها وزير الخارجية الفرنسي، وقناة سي إن إن التي رفضت بث المقابلة واعتبرتها تساهلاً ومشاركة في نشر دعاية لسفاح متهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. واعتبرت أداء صحفي وكالتكم غير مهني، ومروج لسفاح ارتكب قبل أيام فقط جريمة استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد مدنيين.
ثالثاً : أداء وكالة الصحافة الفرنسية في الشأن السوري، يتعرض منذ وقت طويل، ومن جهات عديدة، من بينها مجموعة أورينت، لانتقادات لاذعة، وهي انتقادات لدى ملايين السوريين أسباب حقيقية لتصديقها. نكتفي بتذكيركم بمثال واحد، وإن كان لدينا عشرات الأمثلة الأخرى الموثقة:
بتاريخ ٤ / ٥ / ٢٠١٤ نشرت وكالة الصحافة الفرنسية مجوعة أخبار كاذبة وملفقة من بينها “أن المسحيين في سورية يصلبون إذا رفضوا إعلان إسلامهم” و “أن مسلمين سوريين يقطعون رؤوس المسيحيين، ثم يلعبون بها كرة القدم” و “أن مسلمين سوريين عللقوا أجنة مسيحيين من حبالهم السرية على الأشجار في بلدة معلولا”. وفي نفس اليوم كتبت وكالة الصحافة الفرنسية العبارة المنحازة والمضللة التالية “في وقت يرتكب فيه الجميع مجازر في سورية، يفضل المسيحيون السوريون نظام أسد العلماني”.
هذه سلسلة من الأخبار الكاذبة التي بثتها وكالتكم في يوم واحد، ولدينا مثلها الكثير جداً، وهي أخبار مختلقة كلياً، ولا أساس لها على الإطلاق، لا تتجرأ حتى وسائل إعلام النظام الإبادي الأسدي على نشر مثلها.
تعلمون يا سيد شيز أن الشعب السوري يتعرض لجرائم إبادة، ولا أظنكم تتوقعون منا أن نسكت على من يروج مرتكب هذه الجرائم. إن انتقاد العمل الصحفي لوكالات الأنباء، حق مصان بالقوانين والدساتير في كل دول العالم.
رابعاً : ما ذكرتموه عن إيحاءات عنصرية مزعومة بحق صحفي وكالتكم، هي مجرد عبارة وردت في سياق ساخر وهزلي، لم يقصد بها فريقنا الإساءة لأي انتماء كان، ومع أن العبارة المستخدمة مقبولة وشائعة الإستخدام في هذا النوع من البرامج، فإن إدارة القناة تعاملت معها بطريقة تدل على عدم تسامحها مع أي كلمة يمكن أن تفسر بصورة تسيء لفئة من الناس.
خامساً : إنه لمن المضحك المبكي أن تقدم وكالتكم لأورينت دروساً في الشرف وأخلاقيات المهنة، فها نحن نرد على رسالتكم المتعالية والعدوانية والمهددة، فور وصولها إلينا، بينما رفضت وكالتكم الرد على عشرات الاتصالات الهاتفية، ورفضت مجرد التحدث إلى موفد أورينت عندما توجه إلى مقر الوكالة في باريس للحصول على شرح لأخبار نشرتها الوكالة وفيها اعتداء وإهانة لشعبنا، وفيها وقوف صريح إلى جانب سفاح قتل حتى الآن مئات ألوف المدنيين. من المضحك المبكي أن تقدم جهة، من الثابت أنها تحابي سفاحاً، دروساً في الآخلاق، لجهة من الثابت أنها صوت ضحايا هذا السفاح.
أخيراً : نؤكد لكم أننا لن نحذف الفيديو، ومستعدون للذهاب إلى القضاء، ويشرفنا أن نكون بمواجهتكم في ساحات العدالة”. انتهى الرد.

الفيديو الذي سمي بـ “مقابلة العار”، و الذي تحفظت عليه فرانس برس:

نص رسالة فرانس برس إلى شبكة أورينت:

 

 

أضف تعليق