كثفت المقاتلات الحربية التابعة للتحالف الدولي غاراتها الجوية اليوم الأحد 30 نيسان/أبريل 2017 على نقاط تمركز عناصر تنظيم الدولة في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تدور بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية في محاولة من الأخيرة لطرد عناصر التنظيم من المدينة والسيطرة عليها بينما طالبت فعاليات مدنية في الرقة بحماية نازحي المدينة مؤكدة على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة لهم.
وأفاد ناشطون بأن مقاتلات التحالف الدولي الحربية شنت أكثر من 20 غارة جوية على مواقع ونقاط تمركز عناصر تنظيم الدولة في الحي الأول من مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي والتي تزامنت مع اشتباكات عنيفة بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديموقراطية على أطراف ومحيط الحي بغية طرد عناصر التنظيم من المدينة حيث استخدم الطرفان كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأضاف الناشطون بأن قوات سوريا الديمقراطية باتت تسيطر على معظم مدينة الطبقة ما دفع عناصر تنظيم الدولة إلى الانسحاب باتجاه الأحياء الشمالية وسد الفرات .
كما دعت فعاليات مدنية وأهلية من محافظة الرقة إلى لفت أنظار العالم إلى معاناة نازحي محافظة الرقة حيث أطلقت وسماً بعنوان “أنقذوا نازحي الرقة” بغية كشف الحقائق التي يواجهها المدنيون ومأساتهم في ظل المعارك الدائرة بين قسد وتنظيم الدولة والتي لا تراعي أي حساب لحياة المدنيين العزل الذين يذهبون ضحايا تلك الحرب طويلة الأمد.
وأوضحت الفعاليات أن “محافظة الرقة تشهد إبادة جماعية توازي مثيلاتها من الإبادات الكبرى في التاريخ، وربما تفوقها، وذلك بعد أن تحولت المحافظة إلى منطقة أكثر من منكوبة، وغدت جغرافيتُها ساحة حرب لا ضوابطً لها، وخارج كل قوانين الحروب وأخلاقياتها المتعارفة” مشيرة إلى أن ” سكان الرقة تحولوا إلى وقود مجاني لم يعد يكترث بهم أحد، وهم يرحلون من رمضاء (تنظيم الدولة) إلى نيران (قسد)، في فضاءٍ من جحيمٍ مفتوحٍ، لانهايةَ في نهاياته، ولا خلاصَ أو ضوء شمعة ينير لهم آخر النفق الذي يسيرون فيه، في حرب مفتوحة من أطراف كثيرة”.
ودعت الفعاليات المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية إلى “الوقوف عند التزاماتها الأخلاقية والقانونية الملزمة بحماية السكان المدنيين في ظروف الحرب” مطالبة “بفتح ممرات آمنة، ومنافذ نجاة للفارين المدنيين بكل الوسائل، بما فيها استخدام القوة لهذا الغرض، ووضع معسكرات الإيواء تلك تحت الحماية والرقابة الدولية، وتأمين الحق والحرية المطلوبة لهؤلاء المدنيين في الوصول إلى شاطىء الأمان، والحد المطلوب من الحاجات الإنسانية الاضطرارية التي تلقي بمئات الأسر في هاوية العدم، وسبل جحيم الموت المفتوح على كل الجهات”.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أعلنت اليوم سيطرتها على 6 أحياء جديدة في مدينة الطبقة بعد معارك قوية مع عناصر تنظيم الدولة في إطار المرحلة الرابعة من عملية “غضب الفرات” بمساندة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتشير تقارير إعلامية وإحصاءات مدنية وأرقام لناشطين عن وجود مئات الضحايا والجرحى في صفوف المدنيين قضوا إما بقصف التحالف الدولي على مدن وقرى ريفي الرقة ودير الزور أو بنيران وأسلحة قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة خلال معاركهما في تلك المناطق والمدن.
والجدير بالذكر أن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” اعترفت اليوم الأحد بسقوط ما لا يقل عن 352 من المدنيين قتلوا في ضربات قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا منذ بدء عمليات التحالف في 2014