كشفت إحدى الدراسات العلمية المنشورة في المجلة الأميركية لأمراض النساء والتوليد، أن الأطفال الذين تم إنجابهم من خلال التلقيح الاصطناعي أو الحقن المجهري، لديهم ثلاثة أضعاف الاستعداد للإصابة بالسرطان في سنواتهم الأولى.
ولتأكيد نتائج الدراسة، بحسب ما ذكرته صحيفة الديلي ميل البريطانية، قام الباحثون برصد بيانات أكثر من 200 ألف طفل ولدوا بين عامي 1991 و2013، مع متابعتهم حتى سن 18 عاماً.
ووجد الباحثون أن معدل الأورام كان أعلى بثلاثة أضعاف لدى الأطفال الذين تم إنجابهم باستخدام علاج الخصوبة بمعدل (1.5 لكل 1000) مقارنة بالأطفال المصابين تلقائياً بمعدل (0.59 لكل 1000)، وظل هذا الرابط صحيحاً بعد احتساب العوامل الهامة، مثل الولادات المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة.
وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة ليست أول ما تحقق في العلاقة بين الحقن المجهري وإصابة الأطفال بالسرطان، ولكنها الدراسة الأولى التي راقبت الأطفال حتى يصلوا إلى مرحلة البلوغ.
وكانت دراسة أخرى قد تابعت حالات الآلاف من أطفال السويد قد توصلت بدورها إلى أن مخاطر الإصابة بالسرطان تزيد عند أطفال الأنابيب بنسبة تصل إلى 42 بالمئة، لكن في جميع الأحوال لا تزال احتمالات الإصابة محدودة.
وقال الدكتور بينجد كالين، أستاذ علم الأجنة بمعهد تورنبلاد في جامعة لوند بالسويد والمشارك في الدراسة، “اكتشفنا أن احتمالات الإصابة بالسرطان تزيد بنسبة قد تصل إلى 50 بالمئة، مما يعني أنه لو كانت مخاطر الإصابة عند الأطفال الناتجين عن الحمل الطبيعي اثنين لكل ألف طفل، فإنها تصبح ثلاثة في الألف عند الأطفال الناتجين عن التلقيح الاصطناعي”. ونشرت الدراسة في النسخة الإلكترونية من مجلة طب الأطفال.
الأدوية التي تستخدم في عملية التلقيح الاصطناعي تزيد خطر ضغط الدم وقد تتسبب في الإصابة بالجلطات الدموية
والتلقيح الاصطناعي هو وسيلة تستخدم لإحداث الحمل في حالة تعذر التلقيح الطبيعي للبويضة في رحم الأم. ومن أسباب القيام بعملية الحقن المجهري:
– العقم الناتج عن مشاكل في الأنابيب الرحمية مثل انسداد قناة فالوب، مما يؤدي إلى صعوبة أو انعدام التلقيح داخل الجسم.
– حالات ضعف الحيوانات المنوية لدى الرجل من حيث النوع والعدد.
– حالات الأمراض الوراثية الجينية وذلك لاستثناء الأجنة التي تحمل خللا وراثيا، وهذا ما يسمى بالفحص الجيني قبل الزراعة.
ويتم التلقيح الاصطناعي عن طريق أخذ بويضات من الأم وحيوانات منوية من الأب ودمجهما في المختبر في بيئة تشبه الرحم حتى يتم تخليق جنين ومن ثم يتم وضعه في رحم الأم. واكتشف الباحثون أن الأطفال الذين يولدون نتيجة التلقيح الاصطناعي تزداد لديهم احتمالات حدوث عيوب خلقية، كما يمكن أن تتم الولادة قبل موعدها في الكثير من الحالات. وقاموا بفحص سجلات المواليد في السويد وجمع معلومات عن حوالي 27 ألفاً من أطفال الأنابيب ولدوا خلال الفترة الممتدة ما بين 1982 و2005. واكتشفوا أن 53 طفل أنابيب أصيبوا بالسرطان مقارنة بـ38 طفلا من حمل طبيعي، وهي النسبة المتوقعة في إصابة الأطفال بالسرطان.
ووفقا للجمعية الأميركية للسرطان، فإن أورام الأطفال الأكثر شيوعا هي سرطان الدم والدماغ وأورام الحبل الشوكي، والأورام العصبية وسرطان الغدد الليمفاوية.
وقد توصلت دراسة كندية حديثة إلى أن السيدات اللواتي يخضعن لعمليات تلقيح اصطناعي غير ناجحة يَكُنَّ أكثر عرضة بمقدار الخُمس للإصابة بأمراض القلب، وأن تزايد تعرضهن لذلك الخطر المميت ربما يكون ناجماً عن أدوية الخصوبة القوية.
السيدات اللواتي يخضعن لعمليات تلقيح اصطناعي غير ناجحة يَكُنَّ أكثر عرضة بمقدار الخُمس للإصابة بأمراض القلب
وأشار الباحثون في هذا السياق إلى أن تلك الأدوية التي تستخدم في مثل هذه العمليات ربما تؤثر بشكل خطير على ضغط الدم وتزيد خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
ونبه باحثون بريطانيون إلى أن هؤلاء السيدات البريطانيات اللواتي يخضعن لتلك العملية أكثر من 10 مرات، ربما يزدن من خطر تعرضهن لأمراض القلب أو السكتات الدماغية في كل مرة يخضعن فيها لتلك العملية.
وتبين من النتائج البحثية التي خلصت إليها الدراسة في الأخير أن السيدات اللواتي يخضعن للتلقيح الاصطناعي دون أن ينجبن يَكُنَّ أكثر عرضة بنسبة 19 بالمئة للإصابة بأمراض القلب، مقارنة بغيرهن من السيدات اللواتي خضعن لعملية التلقيح الاصطناعي وأنجبن أطفالا.
وهناك العديدُ من المخاطر الصحِّية التي ينطوي عليها العلاج بالتلقيح الاصطناعي. وتشمل:
– الحمل المتعدِّد: هناك احتمالٌ كبير لحدوث حمل متعدِّد بطريقة التلقيح الاصطناعي. والحملُ المتعدِّد له مخاطر صحِّية على الأمِّ والطفل، لأنَّ الحمل بتوأمين أو بثلاثة يجعله أكثرَ عُرضةً للولادة الباكرة قبل الأوان، ولنقص الوزن عند الولادة.
– متلازمةُ فرط تنبيه المبيض: يُمكن للأدوية المستخدَمة لتحفيز المبيضين أثناء عملية التلقيح الاصطناعي أن تؤدِّي إلى متلازمة فرط تنبيه المبيض، حيث يتضخَّم المبيضان ويُصبحان مؤلمين، ممَّا يؤدِّي إلى ألم في البطن. يُمكن للحالات الأكثر شِدَّةً أن تؤدِّي إلى ضيق في التنفُّس واحتباس السوائل في تجويف البطن وتشكُّل جلطات دموية.
– العدوى: عندما يجري نقلُ البويضات من الزوجة، تُمرَّر إبرةٌ رفيعة من خلال المهبل إلى المبيضين. ورغم أنَّ المضادَّات الحيوية والنظافة الجراحية تجعلان العدوى نادرة الحدوث، فإن خطر دخول العدوى إلى الجسم يبقى احتمالا قائما.
جدير بالذكر أن التلقيح الاصطناعي لا يؤدي إلى الحمل دائماً وأن حوالي 20-25 بالمئة من عمليات التلقيح الاصطناعي في المملكة المتَّحدة، على سبيل المثال، تنجح وتصل إلى مرحلة الولادة. وبشكلٍ عام، فإنَّ النساءَ الأصغر سناً لديهنَّ فرصة أكبر للنجاح. وتنخفض معدَّلاتُ النجاح بشكلٍ كبير لدى النساء اللواتي تجاوزت أعمارهن 40 عاماً.