باحث سياسي:عدم نجاح موسكو في امتحان أستانا سيضطرها لتقديم تنازلات رفضتها سابقاً

أكد الكاتب والباحث السياسي د.باسل الحاج جاسم أن عدم نجاح موسكو في امتحان أستانا سيضطرها في نهاية المطاف إلى تقديم ما رفضت تقديمه عندما كانت تمسك بكامل الملعب السوري فيما إذا قررت واشنطن تغيير سياستها في سوريا.

وقال د. الحاج جاسم في حديث خاص لـ مرآة سوريا اليوم الأربعاء 3 أيار/مايو 2017 :”إن محادثات أستانا منذ بدايتها جعلت روسيا أمام امتحانين الأول مدى جديتها في الوصول لحل ،والثاني مدى قدرتها على فرض ما يتم التوصل إليه على طاولة المفاوضات على حلفائها داخل الأرض السورية”.

وربط د.الحاج جاسم طرح المبادرة الروسية بإنشاء أربع مناطق آمنة في سوريا “بتحرك الولايات المتحدة العسكري الأخير عندما وجهت ضربة صاروخية لمطار الشعيرات بريف حمص” معتبراً أنها ” رسالة موجهة إلى الروس أكثر منها لنظام الأسد”. وأضاف د.الحاج جاسم أن ” زيارة وزير الخارجية الأميركي تيلرسون أيضاً و كثير من التكهنات تدور حول ما أبلغه الوزير الأميركي عن نوايا واشنطن الجديدة حول سوريا”.

وشدد الكاتب والباحث السياسي على أهمية محادثات أستانا باعتبارها “حاجة لجميع الأطراف فهي تمثل منصة للتفاوض مع الذي يسيطر على الأرض في سوريا” لافتاً إلى دور اتفاق وقف اطلاق النار كونه “لبنة أساسية لاستمرار محادثات جنيف أو أي محادثات سياسية”.

ورأى الباحث السياسي الحاج جاسم أن نجاح محادثات أستانا يعني نجاح روسيا، فهي أمام فرصة قد لا تتكرر , تتحول بموجبها من طرف في القتال إلى ضامن”.

وكان وفد المعارضة السورية علق مشاركته في محادثات الجولة الرابعة من مؤتمر الأستانة التي انطلقت صباح اليوم الأربعاء بسبب استمرار القصف على المناطق المحررة في سوريا بعد تقديمه مذكرة تضمنت عشر بنود واضحة أكدت على ضرورة انسحاب النظام من المناطق التي سيطر عليها بعيد بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 30 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي وتمكين أهلها المهجرين عنها من العودة إليها وإلزام النظام بالوقف الفوري لإطلاق النار وضرورة رحيل نظام بشار الأسد.

كما طالبت المذكرة بإطلاق سراح جميع المعتقلين والإفراج الفوري عن النساء والأطفال والشيوخ والمرضى والتوقف عن استمرار النظام بالاعتقالات التعسفية والتصفيات الجسدية وممارسة صنوف التعذيب في السجون وأماكن الاعتقال مع تمكين مراقبين مستقلين من الدخول إليها لضمان المعاملة الإنسانية فيها

وشددت المذكرة على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط وفك الحصار عن كافة المناطق المحاصرة وإخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا وتطبيق بنود الرسائل المودعة لدى مجلس الأمن من قبل الضامنتين (تركيا وروسيا) بإلزام النظام وداعميه بدفع تعويضات مدنية للمتضررين وبفرض إجراءات عقابية جزائية رادعة بحقهم جراء كل ما ارتكب من خروقات ومنع أية خروقات لاحقة إضافة إلى التأكيد على أي حل أو هدنة في سوريا انطلاقاً من أولوية التوازي مع الانتقال السياسي والحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً وبرفض المشاريع التي تمهد للتقسيم الفعلي أو القانوني وإنَّ المناطق الآمنة هي إجراء مؤقت للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الصعبة للمدنيين ولا يمكن القبول بأي بديل عن الانتقال السياسي.

واعتبرت المذكرة أن التخلص من الإرهاب بشكل نهائي يقتضي مكافحة أسبابه والتخلص من الاستبداد وأنه من أجل عودة ملايين السوريين إلى بيوتهم يجب أن يرحل بشار الأسد مؤكدة أن إيران دولة معتدية على الشعب السوري ومعادية له ولن يكون لها أي دور في حاضر سوريا أو مستقبلها ضامناً أو راعياً.

وتواصل القصف المدفعي والصاروخي المترافق مع الغارات الجوية التي ينفذها طيران الأسد المروحي والحربي والمقاتلات الروسية على مناطق متفرقة في سوريا مرتكباً المجازر بحق الأطفال والنساء بينما كان من المفترض بحسب ما تم تداوله أن تتوقف جميع العمليات العسكرية مع بدء المحادثات.

أضف تعليق