وصلت حافلات التهجير الاثنين 8 أيار/ مايو 2017 لإجلاء مهجري حي برزة الدمشقي إلى الشمال السوري، تطبيقا للاتفاق الذي أبرم بين لجنة مفاوضية الحي وضباط من قوات النظام بضمان روسي، دون أي تدخل إيراني.
وقال ناشطون ميدانيون، إن الدفعة الأولى من مهجري حي برزة، والمقدر عددها بما يقارب 1500 شخص بين مقاتل ومدني، قد خرجت من الحي قاصدة مدينة إدلب بوساطة 22 حافلة، مصطحبة معها الجزء القليل من أمتعتها، فيما سمح للمقاتلين بإخراج سلاحهم الفردي فقط، وذلك تنفيذا لأوامر قوات النظام.
ونصت المعاهدة المعنية بإجلاء 8000 شخص من أهالي برزة بين مقاتل ومدني سيخرجون على 8 دفعات بشكل متتالي، فيما سيتمكن الراغبون من البقاء في الحي عقب سيطرة قوات النظام عليه.
وأتى الاتفاق الآنف ذكره بعد حصار مطبق دام لأكثر من شهرين ونصف، عانى خلاله الأهالي من نقص شديد في المواد الطبية والغذائية وحرمان من أبسط مقومات الحياة الطبيعية.
وعلاوة على ذلك لم تتوقف الحملات العسكرية البرية في محاولة من قوات النظام اقتحام الحي والسيطرة، بينما أبدت فصائل معارضة ثباتا منقطع النظير، فقد استطاعت صد هجماتها وتكبيدها خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد.
كما لم تهدأ الاستهدافات الجوية والمدفعية والصاروخية بمختلف أنواعها التي طالت الأحياء السكنية والمراكز الحيوية والبنى التحتية، أدت إلى وقوع العديد من الضحايا والجرحى، فضلا عن دمار واسع أصاب الممتلكات العامة والخاصة.
ويذكر أن مدنا وبلدات واقعة تحت سيطرة قوات المعارضة السورية في حمص وحلب ودمشق، خضعت لمعاهدات تهجير مماثلة، ليضاف حي برزة الدمشقي بعد إتمام اتفاق الإجلاء إلى قوائم المناطق المستباحة من قبل قوات النظام وداعميه.