إدارة ترمب مصرة على الإطاحة بالأسد وعشرين مسؤولاً من معاونيه

كشفت المباحثات التي أجراها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخراً في واشنطن عن هوة كبيرة بين مطالب الإدارة الأميركية المتمثلة بالإطاحة برأس النظام بشار الأسد مع عشرات المسؤولين في نظامه وتمسك موسكو بالنظام السوري بحجة أن إزاحة الأسد تعني الفوضى وانتشار العنف على الطريقة العراقية والليبية.

لقد كانت الإدارة الأميركية واضحة في محادثاتها مع لافروف والتي استمرت لثلاثة أيام أعربت خلالها واشنطن رغبتها بإبعاد الأسد عن السلطة متراخية في طريقة وزمان خروجه موكلة مهمة ذلك إلى روسيا.

وقالت مصادر في البيت الأبيض بحسب ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط اليوم السبت 13 أيار/مايو 2017 إن “إدارة ترامب اتخذت موقفاً واضحاً من استمرار الأسد على رأس السلطة بعد مجزرة الكيماوي في مدينة خان شيخون الشهر الماضي وذلك بعد توفر أدلة كافية لدى أجهزة الاستخبارات في كل من “واشنطن ولندن وباريس” عن مسؤولية النظام عن الهجوم”.

وتابعت المصادر ذاتها قائلة:” إن الإدارة الأميركية وخلال المحادثات في العاصمة الأميركية واشنطن أبلغت لافروف اللاءات الأمريكية وهي “لا سلام مع الأسد”، “لا استقرار مع الأسد”، “لا إعادة إعمار مع الأسد”.

وأظهر الجانب الأمريكي تراخياً حول أسلوب وتوقيت خروج بشار الأسد على أن تتولى موسكو الأمر مع وجود احتمال خروجه إلى موسكو مع تعهد بعدم محاكمته أو ملاحقته في المحكمة الدولية مع بقاء أجهزة الأمن والجيش على حالها كما تضمنت الطروحات أنه لا مانع بتولي شخصية علوية دوراً رئيسياً في النظام الجديد منبهة لعدم تكرار نموذج اليمن لدى بقاء “علي عبدالله صالح” إلا أن لافروف جدد موقف بلاده الرافض للإطاحة برأس النظام السوري محذراً من تداعيات مثل هذا القرار الذي سيفضي إلى الفوضى وانتشار العنف على شاكلة النموذجين العراقي والليبي.

كما أبلغت الإدارة الأميركية رفضها التام مسألة لعبها دور جوهري في الحرب السورية باجتماعات جنيف وأستانا مقابل حصول موسكو على صفقة مع الولايات المتحدة حول سوريا تكون مدخلاً للعلاقات بين الجانبين وقد يؤدي تطورها إلى تفاهم إضافي حول أوكرانيا واستمرارها في مسألة مراقبة تطبيق نتائج آستانا على الأرض والقلق من دور إيران كضامن لاتفاق (وقف التصعيد) في سوريا وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط.

ورجحت الصحيفة أن تكون منطقة درعا الأنسب لبدء تنفيذ تفاهم بين الطرفين لتخفيف التصعيد عبر وقف القصف على ريف درعا والسماح بإدخال مساعدات إنسانية باعتبار أن هذه المنطقة ليست واقعة تحت النفوذ الإيراني.

وكان رأس النظام السوري بشار الأسد أعلن في لقاء مع قناة (أو.إن.تي) التلفزيونية البيلا روسية يوم الخميس 11 أيار/مايو 2017 أنه لن يتراجع عن موقفه في محاربة أعدائه وأنه لن يتنحى عن منصبه ولم يتعب بعد معتبراً أن “مناطق خفض التوتر تمنح المسلحين الفرصة لتسليم أسلحتهم والمصاحة مع نظامه”.

وفي ختام مباحثات الجولة الرابعة من أستانة التي انعقدت في العاصمة الكازاخستانية يومي 3 و4 أيار الحالي بمشاركة جميع الأطراف وحضور أمريكي لأول مرة وقعت الدول الراعية لاجتماع أستانة روسيا وتركيا وإيران على مذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها إلا أن فصائل المعارضة السورية رفضت المذكرة جملة وتفصيلاً واعترضت على توقيع إيران على المذكرة وتنصيبها راعية للإتفاق وهي التي تمارس كل صنوف القتل والإجرام بحق أطفال ونساء سوريا.

وعقب الهجوم الكيماوي على خان شيخون بريف إدلب في الرابع من نيسان الماضي تغير موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من بشار الأسد ونظامه المجرم في سوريا وأن الأمر “تجاوز الخطوط الحمراء بمراحل” حسب قوله وأنه لا يمكن التساهل مع هذه “الأفعال الشنيعة” ما دفعه لشن ضربة صاروخية على مطار الشعيرات بريف حمص وسط سوريا وذلك رداً على استهداف المدنيين في خان شيخون بغاز السارين السام الذي أودى بحياة قرابة مائة مدني جلهم أطفال ونساء.

 

أضف تعليق