تنطلق يوم غد الثلاثاء 16 أيار/ مايو 2017، الجولة السادسة من مفاوضات جنيف حول سوريا والتي ستجمع ممثلين عن النظام وممثلين عن المعارضة السياسية والعسكرية وذلك بعد النجاح النسبي لتطبيق مقررات مؤتمر أستانة 4 وفرض مناطق منخفضة التوتر في سوريا.
كما يأتي المؤتمر بعد نكسات تعرضت لها المعارضة من خلال استمرار عمليات التهجير القسري من مناطق وسط سوريا ومن العاصمة دمشق حيث تم خلال الأيام القليلة الماضية إجلاء المقاتلين والأهالي من 3 أحياء في دمشق، وهي حي تشرين وبرزة وآخرها حي القابون المحاذي لغوطة دمشق الشرقية.
كل ذلك زاد من الضغوطات التي تتعرض لها المعارضة للرضوخ للراعين للمؤتمرات الخارجية سواء في أستانة أو جنيف، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه، ما الجديد في جنيف 6؟
يأمل الراعون لمؤتمر جنيف وعلى رأسهم المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا “ستافان دي ميستورا” إلى الانتقال في الجولة الجديدة لجنيف حول الحديث الجاد حول السلال الأربعة المتعلقة بعملية الانتقال السياسي في سوريا حيث قال لصحافيين الأسبوع الماضي في جنيف إنه يعتزم تكثيف العمل حول عناوين جدول الأعمال في جولة المفاوضات التي يتوقع أن تستمر أربعة أيام فقط، انطلاقاً من مبدأ “ضرب الحديد وهو حام”، على حد تعبيره.
وكلام دي مستورا يدل على أنه متفائل من جاهزية الأوضاع على الأرض في سوريا بعد تعميم فكرة تخفيض التصعيد وانحسار كبير في عمليات القصف التي تقودها روسية جنباً إلى جنب مع قوات النظام.
وأما فيما يتعلق بمطالب وفد المعارضة المتمثل بالهيئة العليا للمفاوضات فإنه يتركز بشكل أساسي على مطلب رحيل رأس النظام بشار الأسد عن السلطة في المرحلة الانتقالية، الأمر الذي ترفضه دمشق بالمطلق وتعتبره غير قابل للنقاش أصلاً، وهذا ما جعل كل الجولات السابقة في جنيف تصل إلى طريق مسدود وتنتهي دون نتائج ملموسة.
أما الشارع السوري بكل أطيافه فلم يعد يعلق شيئاً على مؤتمرات جنيف التي انطلقت جولاتها عام 2014 ولم تجلب إلا مزيداً من الدمار والقتل للسوريين، ويرون أنها تصب في مصلحة النظام الذي يكسب مزيداً من الوقت لتهجير المزيد من المعارضين له ولكسب مناطق جديدة ينتزعها من المعارضة بحجة محاربة الإرهاب.
فهل مقررات أستانة التي فرضت واقعاً عسكرياً جديداً في سوريا، ستغير شيئاً من المعادلة في الجولة السادسة لمباحثات جنيف، وما الذي يمكن أن يتمخض عن الجولة الجديدة رغم التشاؤم الكبير الذي يشعر به الشعب السوري الذي أنهكته سنون الحرب الطويلة والقاسية.