رمضان في أيامه الأولى كيف استقبله السوريون؟

يأتي شهر رمضان على السوريين وهم يعيشون أزمة إنسانية كبيرة لعلها تكون من أكبر الأزمات التي شهدها التاريخ الحديث، فالآلاف تم تهجيرهم من بيوتهم، وكثير من العائلات فقدت الأب المعيل نتيجة القصف أو المعارك التي شارك فيها آلاف الرجال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مستقبل أفضل لأولادهم وعوائلهم.

بينما لا يجد آلاف العاطلين عن العمل فرصة للعمل تعينهم على قساوة العيش والغلاء الفاحش الذي تشهده المناطق المحررة، وباب التوظيف يكاد أن يكون مغلقاً في وجه أغلبية الشباب الباحثين عن العمل ويقتصر التوظيف على من يملك الواسطة ويكون محدوداً جداً في ظل غياب مؤسسات الدولة.

كل هذا الواقع الصعب ينغص على السوريين فرحتهم بقدوم الشهر الفضيل، فلرمضان ميزة تميزه عن سائر أشهر السنة فهو شهر تكثر فيه الطاعات ويقبل الناس فيه على قراءة القرآن والصلوات وكما اعتاد السوريون أن تكون سفرتهم الرمضانية عامرة بشتى أنواع الأطعمة والمشروبات.

وحسب مراسل مرآة سوريا في إدلب أحمد خطيب فإن المنظمات الإنسانية تساهم في مساعدة المحتاجين في رمضان إلا أن نسبة المساعدة قليلة وغير كافية إطلاقاً، فقد تلقت قرية في ريف إدلب عدد سكانها بلغ 8000 نسمة فقط 100 حصة رمضانية، حيث تخصص أغلب المنظمات مساعداتها بالدرجة الأولى لأسر الشهداء والمفقودين من الأرامل واليتامى ومن في حكمهم بينما يأتي النازحون وعموم الفقراء بالدرجة الثانية.

تشهد أسواق المواد الغذائية استقراراً نوعاً ما في الأسعار مع توفر كامل المواد في الأسواق، والملاحظ عدم ارتفاع الأسعار مع قدوم شهر رمضان، فأسعار الحلاوة والأجبان والألبان والزيتون بأنواعه في حدود المعقول لكنها تبقى مرتفعة بالنسبة للفقير ولأصحاب الدخل المحدود.

متوسط تكلفة الفطور اليومي ومعه السحور حوالي 3000 ليرة سورية للعائلة الواحدة وتقوم بعض المنظمات بتنفيذ مشاريع إفطار صائم لكنها ليست بالزخم التي كانت عليه في السنة الماضية وتنشط هذه المشاريع بكثرة في مناطق تجمع النازحين في المخيمات وخاصة مخيمات أطمة التي يزيد عدد القاطنين فيها عن 100 ألف شخص.