أكد منسق الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب أن استقبال الرئيس الفرنسي الجديد له بعد يوم من لقاء الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى رسالة دعم قوية للمعارضة السورية.
وقال حجاب :«مثل اللقاء رسالة واضحة للشعب السوري أن فرنسا مستمرة على النهج ذاته ومع تطلعات الشعب السوري بأن يطمح للحرية والانتقال من نظام ديكتاتوري عسكري إلى دولة ديموقراطية مدنية».
وأضاف حجاب في حديثه لصحيفة الحياة اللندنية اليوم الخميس 1 حزيران/يونيو 2017 ” إنه يجب أن تستمر المفاوضات تحت مظلة الأمم المتحدة في جنيف وليس في أستانة”.
وأشار حجاب إلى أن الاستراتيجية الأمريكية بالنسبة إلى سوريا لم تتبلور بعد وكل المؤشرات تدل على أن أولوية الأمريكيين محاربة الإرهاب وتحجيم الدور الإيراني في المنطقة وقال:” كنت في واشنطن الشهر الماضي والتقيت في البيت الأبيض المعنيين بالملف السوري في الخارجية والكونغرس والحقيقة لم تتبلور استراتيجية أمريكية حول سوريا، وفق ما فهمنا، الأولوية لمكافحة الإرهاب ومناطق آمنة للحد من نفوذ إيران، ومن ثم الانتقال السياسي”.
وأشاد حجاب بالدعم السعودي الـ “الجيد والكبير” على حد تعبيره رافضاً الضمانات الإيرانية لاتفاق أستانة واتفاق وقف إطلاق النار باعتبارها عقبة في وجه الحل “إن إيران وهي جزء أساسي من المشكلة، وبالتالي لا يمكن أن تكون ضامناً ومراقباً وقف إطلاق النار”.
ورأى منسق الهيئة العليا للمفاوضات أن نظام الأسد يستثمر اجتماعات جنيف واللقاءات الدبلوماسية في سبيل تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض بينما “لم يحقق جنيف ومنذ انطلاقته في شباط ٢٠١٤ أي نقلة نوعية للانتقال السياسي والسبب الأساسي هو رفض النظام أن يتحدث في الموضوع، لذلك يضيع كل الوقت ويستثمر الديبلوماسية الدولية لشراء المزيد من الوقت لتحقيق مكتسبات على الأرض، سواء كان النظام أو حلفاءه الروس أو الإيرانيين” على حد قوله.
كما انتقد حجاب المعارضة السورية والتي تمر بأسوأ أحوالها في هذه المرحلة ما يجعلها غير قادرة على القيادة كونها مشتتة مطالباً المعارضة بتعزيز وجودها الميداني في سوريا وقال:”أنا أيضاً أنتقد أداءها، الحقيقة أن المعارضة السورية في أسوأ أوضاعها وأحوالها، فهي مشتتة وغير مؤهلة لتقود المرحلة، والهيئة العليا التي أمثلها هي نتاج مكونات مختلفة للمعارضة السورية وبالتالي هذا ينعكس على أداء الهيئة العليا”.
وشدد منسق هيئة المفاوضات على ضرورة أن تبقى المعارضة السورية قريبة من الشعب وملاصقة لمعاناته داعياً إلى أهمية الاستفادة من المناطق الآمنة واستثمارها بالشكل الصحيح.
وكانت الجولة السادسة من جنيف قد اختتمت في أيار الماضي دون تحقيق أي تقدم في مفاوضات السلام حول سوريا إذا حاولت روسيا والنظام جاهدة لتدويل مؤتمر أستانة الذي ترعاه روسيا وتركيا وإيران.
والجدير بالذكر أن الدول الراعية لأستانة وقعت في الرابع من أيار الماضي في العاصمة الكازاخستانية مذكرة تفاهم بإنشاء أربع مناطق لتخفيف التوتر في سوريا الأمر الذي رفضته فصائل معارضة واعترض عليه عدد من أعضاء الوفد المعارض معتبرين أن إيران لا يمكن أن تكون ضامناً أو مراقباً لاتفاق مناطق تخفيف التوتر أو وقف إطلاق النار وهي التي تقتل السوريين وتقصفهم بأسلحتها.