تمتاز تركيا بعاداتها وتقاليدها المميزة في شهر رمضان المبارك كونها تعبق بتاريخ عريق وثقافة وحضارة ممتدة منذ آلاف السنوات.
ويهتم المواطنون الأتراك كما باقي المسلمين بالمساجد المنتشرة في جميع المدن والبلدات ، حيث تضاء كل مآذن المساجد منذ صلاة المغرب، طوال الليل وإلى طلوع فجر اليوم الثاني.
واعتاد الأتراك مع دخول شهر رمضان، على وصل حبال بين مآذن المساجد وتشكيل جمل ترحيب بالشهر الكريم مثل “أهلاً وسهلاً بسلطان الشهور” أو “صُم وتعافَ في رمضان”، أو عبارة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وذلك بالقناديل المضاءة.
وتعقد حلقات القرآن الكريم يومياً في قصر (طوب كابي) ، حتى اختتام شهر رمضان المبارك وعلى مدار اليوم كاملاً حيث يكون القارئ قد ختم القرآن مرة على الأقل.
كما جرت العادة في تركيا أن تقوم جميع البلديات المختلفة، وبالتعاون مع المنظمات والجمعيات الخيرية والإسلامية، أن تنفذ الإفطار الجماعي، في ساحات وشوارع البلديات ,تحت مسمى “موائد الرحمن”،
ويتوافد إلى تلك الموائد الجماعية مئات الآلاف من الصائمين سواء الفقراء أم الأغنياء فهذه الوجبات لا تميز بين محتاج أو غيره وتعد فرصة للأسر ذات الدخل المنخفض لتوفير وجبات الطعام في رمضان.
وتطورت تلك الموائد الرمضانية في هذه الأيام لتصبح برامج سنوية وظاهرة اجتماعية ودينية مميزة لدى بلديات تركيا وأصبح القائمون على هذه الموائد الجماعية يتفننون بطريقة تحضير الإفطار الجماعي والأكلات المتنوعة التي يتم تجهيزها خصيصاً للإفطار الجماعي في رمضان.
ومع لجوء ثلاثة ملايين سوري إلى تركيا ومشاركتهم طقوس شهر رمضان المبارك للمرة السابعة في بلاد الغربة فإن الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية والبلديات في تركيا تخصص قسماً من هذه الوجبات للأسر السورية المحتاجة وتدعو لاجئين سوريين ممن يعيشون أوضاعاً مأساوية صعبة إلى إفطارات جماعية تنظمها في الميادين والساحات في عموم الولايات التركية.