الاقتتال في معرة النعمان لصالح من؟

بدأت شرارة اقتتال جديد بين فصائل المعارضة مساء يوم الخميس 8 حزيران/ يونيو 2017، حيث تحولت مدينة معرة النعمان في ريف إدلب إلى ساحة حرب حقيقية نتيجة اشتباكات عنيفة بين عناصر هيئة تحرير الشام وعناصر الفرقة 13 التابعة للمعارضة.

وعلى مدى يومين من الاحتقان والتوتر الذي شهدته المدينة سقط قتلى وجرحى وخيمت على المعرة أجواء من الخوف والرعب عاشها الأهالي وهم صائمون بعد أن أحس الناس بشيء من الأمان بتوقف قصف الطيران بعد اتفاق تخفيض التصعيد الذي تم تطبيقه بداية شهر أيار/ مايو الماضي.

وانتهت الأحداث يوم الجمعة 9 حزيران/ يونيو 2017 بتوقيع اتفاق بين هيئة تحرير الشام وجيش إدلب الحر والذي قضى بحل الفرقة 13 المنضوية سابقاً في صفوف الجيش ، كما نص الاتفاق على تسليم كافة مقرات الفرقة في معرة النعمان لجيش إدلب الحر وكذلك تسليم كل المطلوبين من الفرقة 13 وتقديمهم للقضاء بتهم الفساد، وإنهاء جميع المظاهر المسلحة وأجواء التوتر التي خيمت على المعرة.

فما هو الدافع الحقيقي لتطور الأحداث في المعرة ومن المستفيد منها؟

تضاربت الأقوال بهذا الصدد فكل طرف من الأطراف المتنازعة يلقي الاتهامات على الآخر، فهيئة تحرير الشام بررت هجومها على مقرات الفرقة 13 في معرة النعمان لأنها تحوي مطلوبين بتهم الفساد والقتل، حيث استهدف بعض عناصر الفرقة عناصر لها وقُتل والد أحد مقاتليها، بينما صرح ناشطون مقيمون في المعرة أن الأمر عبارة عن تعدي وبغي من قبل الهيئة بهدف القضاء على الفرقة 13 وبذرائع غير صحيحة.

ويرى بعض الناشطين أن ما حصل هو عبارة عن تصفيات حسابات شخصية تم استغلالها فصائلياً وإقحام الفصيل كاملاً في مواجهة فصيل آخر، حيث أنه من الممكن ملاحقة المطلوبين وإلقاء القبض عليهم دون تجييش هذا العدد الكبير من مقاتلي الهيئة واستخدام أسلحة متوسطة وثقيلة وشن هجوم واسع على كافة مقرات الفرقة 13 والعمل على استئصالها والاستحواذ على أسلحتها وعتادها!

كما أن هذا الاقتتال لا يخدم في حقيقته إلا نظام الأسد والذي خرجت المعارضة لقتاله وإسقاطه، فهو يستفيد إعلامياً من خلال توجيه الانتقادات اللاذعة للمتقاتلين ما يؤثر تأثيراً سلبياً على الحاضنة الشعبية، كما أن النظام يستفيد عسكرياً من خلال إضعاف المعارضة وانشغالها بنفسها عوضاً عن توحيد الجهود لمواجهة الهجمات المتكررة لقوات النظام على الجبهات الساخنة.

فقد قتل في اقتتال الغوطة وحدها أكثر من 100 مقاتل من الأطراف المتقاتلة وهذا استنزاف لقوى الثورة حسب مراقبين كان الأولى بها أن تكون موجهة في معارك مع النظام الذي يحاصر الغوطة بل ويحاول وبشكل متكرر قضمها من أطرافها.

وقتل من خلال الاشتباكات في المعرة كل من العقيد تيسير السماحي أبو يوسف وهو قائد الشرطة الحرة في معرة النعمان ولا ينتمي للفرقة 13 أبداً وقتل عدد من المدنيين كبائع السوس محمد القشوة، ناهيك عن ترويع المدنيين في شهر رمضان الفضيل وخاصة الأطفال، حيث تم احتجاز 300 طفل يتيم وهم يحضرون حفل إفطار جماعي في أحد صالات المعرة.

فهل يُدرك مقاتلو المعارضة حجم المأساة التي يتسببون بها وأن يحذروا من جعل المناطق المدنية ساحات لتصفية حساباتهم وأن تكون بندقيتهم موجهة لصدر من خرجوا لإسقاطه دفعاً للظلم الواقع على الشعب السوري، لا أن يكونوا سبباً في زيادة معاناة هذا الشعب المقهور والذي عانى الأمرين خلال 6 سنوات من الثورة في سوريا.

 

 

أضف تعليق