روّجت وسائل الإعلام التركية في تقاريرها ونشراتها الصادرة اليوم لفكرة دخول الجيش التركي إلى مدينة إدلب، و تحدثت باستفاضة عما يتعلق بهذه النقطة التي بدأ الحديث عنها سياسيًا قبل أيام، و التي بدأت تترجم على أرض الواقع كما يبدو، مع عدة تحركات من جميع الأطراف الفاعلة و المتضادة في سوريا.
إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئاسة التركية، قال قبل أيام إنّه من الممكن نشر قوات روسية و تركية في مدينة إدلب، يأتي ذلك تزامنًا مع إعلان روسيا عن جولة جديدة من “المفاوضات السورية” في الأستانة، و التي عادة ما تكون لإعلان التوافقات التي تم التوصل إليها بين روسيا و تركيا وإيران و الولايات المتحدة، و إن كانت تأخذ شكل مفاوضات و أخذ و رد بين نظام الأسد و المعارضة السورية.
صحيفة صباح التركية نشرت تقريرًا صباح اليوم قالت فيه بشكل واضح إنّ القوات المسلحة التركية تتحضر لإنشاء قاعدة عسكرية في منطقة إدلب-ريف حلب الغربي، كما اتفقت وسائل الإعلام التركية المرئية و المسموعة و المقروءة في موادها اليوم على أنّ التعزيزات العسكرية غير المسبوقة التي تتهافت إلى الحدود التركية الجنوبية، هي خطوة تحضيرية لإقامة قاعدة عسكرية يتمركز فيها الجيش التركي في إدلب بموجب التوافقات التركية-الروسية الأخيرة.
و بالنظر إلى توجهات القيادة العسكرية الروسية، فإنّ من المرجح أن تحتضن قمة جبل الشيخ بركات في دارة عزة هذه القاعدة، نظرًا لموقعها الاستثنائي الذي يطل على مناطق سيطرة قوات المعارضة و الميليشيات الكردية و جيش الأسد.
الإعلام التركي أجمع اليوم أيضًا على فكرة أنّ “الناس في إدلب ينتظرون بحرارة دخول الجيش التركي إلى مناطقهم”، و ذكر في تفاصيل هذا العنوان أنّ الناس في مناطق سيطرة المعارضة سئموا من اختلاف الفصائل بين بعضها البعض و من حالة الفوضى السائدة منذ سنين.
صحيفة صباح أيضًا قالت إنّ الجيش التركي سيدخل إدلب و سيكون هو المسؤول عن فرض الأمن فيها، كما أنّ ذلك سيتم بالتوازي مع إجبار فصائل المعارضة السورية على الانضواء تحت قيادة واحدة.
العميد فائق محمد الذي انشق عن جيش الأسد عام 2012، و يقيم مذاك في مخيم للضباط جنوبيّ تركيا قال في اتصال هاتفي مع مرآة سوريا إنّ القاعدة العسكرية التركية إن تموضعت فعلًا على قمة جبل الشيخ بركات، فإنّ ذلك يعني عمليًا فرض حدود على القوى المتحاربة في المنطقة، فالقمة تشرف على مناطق تسيطر عليها القوات الكردية و جيش الأسد و قوات المعارضة السورية.
و من النقاط التي أثارها الإعلام التركي اليوم أيضًا هي وصل ريف حلب الشمالي بالريف الغربي، و لن يتأتى ذلك عمليًا إلا من خلال تحرير البلدات الفاصلة بينهما، و على رأسها مدينة تل رفعت، و لعل معركة الجيش التركي القادمة داخل سوريا ستبدأ أول ما ستبدأ على هذا المحور.
الخطوات التركية العسكرية الفاعلة على الأرض، بدأت مع معركة درع الفرات و لمّا تنتهي، كما يقول فائق محمد، فتركيا أدركت بعد سنين أنّ لغة القوّة هي ما تحقق النتائج المرجوّة، خصوصًا مع أعداء مثل منظمة PKK الإرهابية و أذرعها في سوريا، و التي تتخذ من السلاح و التفجيرات لسانًا للتخاطب مع حكومة تركيا وشعبها.